مقاطع مفبركة: «فرانس 24» تكشف حقيقة صورة «جثث الفاشر» المتداولة عبر «غوغل إرث»

كشفت قناة “فرانس 24″، عبر برنامجها “Truth or Fake” المتخصص في تدقيق المعلومات، حقيقة صورة متداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومأخوذة من تطبيق “غوغل إرث” لمنطقة الفاشر السودانية، حيث زعم مروجوها أنها تعود لعمليات قتل جماعي ارتكبتها قوات الدعم السريع في أكتوبر الماضي.
حقيقة الصورة: قطيع من الماشية
أكد البرنامج أن الصورة التي جرى تداولها بوصفها “لقطة بالأقمار الصناعية لجثث القتلى الغارقين في دمائهم”، هي في الحقيقة مأخوذة من جزيرة كومي، التي تبعد عشرات الكيلومترات عن مدينة الفاشر.
كما أوضح خبير المعلومات بنجامين ستريك أن ما تم تصويره هو قطيع من الماشية أمام بركة من المياه، مؤكداً أنه راجع الصور وشاهد مجموعة أخرى من الماشية تستظل بالأشجار في نفس المنطقة.
تضليل واسع النطاق
- تاريخ النشر: يرجع تاريخ نشر الصورة لأول مرة إلى مارس 2022، وتم تداولها مجدداً في مارس 2024، ما يثبت عدم صلتها بأحداث أكتوبر الماضي.
- انتشار المعلومة الخاطئة: حققت إحدى التغريدات المروجة للادعاء الخاطئ أكثر من 15.7 مليون مشاهدة على منصة “إكس”، مما يُظهر حجم انتشار المعلومة المضللة.
وحذرت مقدمة البرنامج من أن الصورة حقيقية ولم يتم تعديلها بالذكاء الاصطناعي، لكن المعلومات المصاحبة لها هي التي جعلتها خارج سياقها تماماً.
قلق من الحرب الإعلامية
في سياق متصل، قال فولكر بيرتس، الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، إن “هذه الحرب تدور أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر المعلومات المضللة بأشكال شديدة التوحش”، مشيراً إلى أن النشطاء يلقون باللوم في أعمال العنف على الطرف الآخر أو جهات دولية أخرى.
وأشار مراقبون إلى أن الأسباب التي دفعت لحملة التضليل الواسعة قد تعود إلى الرمزية الكبيرة لمدينة الفاشر، ومحاولة الجهات المضللة “إخفاء هزيمتها بغطاء من الخداع والتضليل”، وفقاً لتقرير نشره موقع “يوراسيا”.



