من هنا وهناك

مصر.. أبناء سيدة ضحية لكورونا: إرموها فى أى حفرة فى الصحراء

تظل قصص رفض بعض الأبناء والأهالي استلام جثث ضحايا فيروس كورونا المستجد محل جدل كبير أينما حدثت، حيث أصبح القيام بتغسيل الموتى ودفنهم أمر بطولي في هذا الوقت، والقصة هذه المرة من مصر.

تقول الدكتورة شيرين إسماعيل، استشارى التخدير والعناية المركزة بمستشفى النجيلة للعزل بمصر، أنها لم تتردد لحظة واحدة للتقدم لتغسيل وتكفين أول حالة لسيدة تتوفى فى مستشفى النجيلة للعزل، على الرغم من ابتعاد جميع الطبيبات وقلقهم، إلا أنها مدت يدها وتحملت المسئولية.

وأضافت إسماعيل: “لم أفعلها من قبل وكانت أول مرة أقوم بالغسل، أبلغنى مدير المستشفى أن أتولى غسل السيدة وأكفنها، وكان مترددًا فى الطلب لأننى لست صغيرة فى السن وجميع الفريق الطبى النسائى رفض، وكانت المشكلة فى وفاة السيدات فالأمر حرج، وممنوع يدخل عليها خلاف سيدات، كما يحظر دخول أحد من خارج المستشفى، ويتعرض لمخاطر العدوى، وافقت ولم أتردد، وأبديت استعدادى لتحمل المهمة، وقلت لزملائى لن نترك مسلمة غير مجهزة لمقابلة حسابها”.

وتابعت إسماعيل، بحسب ما نشرته جريدة الوطن المصرية: “عندما ماتت السيدة الحالة الأولى بالمستشفى تنكر لها أولادها ورفضوا استلام الجثة، وقالوا بالحرف الواحد، إرموها فى أى حفرة فى الصحرا”.

وأردفت الدكتورة المصرية: “كانت صدمة بالنسبة لنا كطاقم طبى بالمستشفى، وكنا بمثابة أهلها وهى مسئولية، سيدة توفت مصابة بكورونا والغسل شىء هام، وعندما شاهدانى منة الله ووفاء ممرضتان جهزت نفسى، أبدا إستعداداتهما للمشاركة، وارتدينا البدل الواقية والجوانتيات والزى الطبى الكامل مع التعقيم، وتقبلنا أن ناخد المخاطر العدوى، وجمعنا معلومات حول الغسل، والتزمنا ببروتوكول وزارة الصحة، وحفظنا الخطوات الإسلامية، والحمد لله نجحنا فى المهمة، وغسلنا السيدة باستخدام الماء الطاهر وماء ورد ومسك، والكفن مكون من ثلاث طبقات، ووضعنا جثمانها داخل الكيس الأسود، ثم فى تابوت (صندوق خشب)، واستغرق الأمر معنا قرابة نصف ساعة وصلى عليها جميع الطاقم الطبى والتمريض ورجال الإسعاف فى بهو المستشفى”.

وأشارت إسماعيل إلى أننا دخلنا أول مستشفى عزل بدأ العمل بها فى 3 فبراير الماضى وغسلت فيها سيدتان، عمرهما 63 عامًا، وأديت واجبى، وحتى الآن نعمل فى المستشفى ولم نخرج أو نرى أبنائنا وأسرنا حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى