منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لقاح شركة (Moderna) المضاد لفيروس كورونا تصريحا للاستخدام في حالات الطوارئ، وهو ثاني لقاح Covid-19 للحصول على هذه الموافقة للاستخدام في حالات الطوارئ في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأوضحت إدارة الغذاء والدواء في بيان لها أن التصريح يسمح بتوزيع لقاح موديرنا واستخدامه لمن هم فوق سن الثامنة عشر.
من جهته قال مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستيفن هان في بيان إنه مع توفر لقاحين الآن للوقاية من كوفيد-19، تكون إدارة الغذاء والدواء قد اتخذت خطوة أخرى حاسمة في مكافحة هذا الوباء العالمي الذي يتسبب في أعداد كبيرة من حالات دخول المستشفيات والوفيات في الولايات المتحدة كل يوم.
لقاح موديرنا فعال بنسبة 94٪ في الوقاية من Covid-19 ، وهو مصرح به للبالغين 18 عامًا فما فوق. يأتي التفويض بعد أن أوصت به لجنة استشارية من خبراء FDA مستقلين.
سوف يمنح التفويض الطارئ للقاح الثانى للوقاية من Covid-19 بإعطاء الدواء للجمهور الأمريكي في غضون أسبوع، ومن المتوقع أن يبدأ توزيع ملايين الجرعات على الفور على العاملين الصحيين والمقيمين في مجال الرعاية طويلة الأجل.
يستخدم اللقاح الذي طورته شركة موديرنا والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) تقنية الحمض النووي الريبي المرسال لتعريف الجسم ببروتينات الشوكة التي تغلف سطح الفيروس التاجي.
قال الدكتور أنتوني فوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) لشبكة إن بي سي: “أتوقع أن نرى على الأرجح إعطاء اللقاح للمواطنين بحلول الجزء الأول من الأسبوع المقبل”.
يعتبر لقاح مودرنا على عكس لقاح Pfizer، حيث ستدير الحكومة الفيدرالية عمليات تسليم لقاح Moderna، باستخدام تمويل من Operation Warp Speed، وهو برنامج إدارة ترامب لتطوير ونشر لقاحات وعلاجات Covid-19 بسرعة.
يستخدم لقاح فايزر وهو أول لقاح مضاد لفيروس Covid-19 والمصرح به في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي نفس التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تتقدم الشركتان للحصول على الموافقة الكاملة للقاحات في الأشهر المقبلة، كما تأمل السلطات الفيدرالية في تطعيم 20 مليون شخص قبل نهاية العام.
يأتي التفويض في الوقت الذي يتم فيه إعطاء الجرعات الأولى من اللقاح الذي طورته شركة فايزر للعاملين الصحيين والمقيمين في مجال الرعاية طويلة الأجل، بعد أن تم ترخيصها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأسبوع الماضي.
وقد تلقى بالفعل العديد من الشخصيات البارزة لقاح فايزر، بما في ذلك نائب الرئيس مايك بنس ورئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي يوم الجمعة الماضى، ومن المقرر أن يتلقى جو بايدن لقاحه يوم الاثنين القادم.
لدى لقاح موديرنا ميزتان على الأقل عن اللقاح الأول التابع لشركة فايزر والذى يجب حفظه فى درجة برودة عالية -70 درجة مئوية (-94 درجة فهرنهايت)، لكن لقاح مودرنا لا يتطلب درجة حرارة فائقة البرودة التي يتطلبها لقاح شركة فايزر.
وهذا يعني أن عملية نقل اللقاح يمكن أن يكون أسهل في المناطق الريفية، وأقل عرضة للهدر، علاوة على ذلك تُظهر بيانات موديرنا أن لقاحها يبدو أنه يحمي الأشخاص من فيروس كوفيد -19 الحاد، عندما لا يمنع المرض.
يأتي التفويض أيضًا مع استمرار الفيروس في إلحاق خسائر مدمرة بالأمريكيين، حيث سجل يوم الخميس رقمًا قياسيًا جديدًا للوفيات اليومية، عندما توفي أكثر من 3500 أمريكي بالفيروس في يوم واحد.
وقد أورد مقال رأي نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في نفس الأسبوع عدد الضحايا: “معدل الوفيات اليومي في الولايات المتحدة لوفيات Covid-19 يعادل هجمات 11 سبتمبر عام 2001، والتي أودت بحياة 2988 شخصًا، أو 15 طائرة إيرباص تحمل كل منها على متنها 150 راكبًا تتحطم كل يوم.
سوف يصل لقاح موديرنا إلى 300 مليون جرعة، وهى عدد الجرعات المحتملة التي يجب إعطاؤها للسكان المعرضين لخطر كبير، 200 مليون منها تم التعاقد مع شركة موديرنا لتقديمها إلى الحكومة الفيدرالية.
نظرًا لأن كل لقاح يتطلب نظامًا معززًا من جرعتين، فهذا يعني أن الولايات المتحدة ستمتلك جرعات كافية لتحصين 150 مليون شخص، إذا كانت قادرة على إطلاق واحدة من أكثر حملات التحصين طموحًا في تاريخ الطب.
تعتمد موديرنا بشكل أساسي على الشركات المصنعة المتعاقد معها من الباطن لإنتاج ملايين الجرعات من لقاحها.
حتى مع الإنجاز الهائل للترخيص بلقاح ثانٍ للفيروس، سيظل العلماء بحاجة إلى المضي قدمًا في المزيد من اللقاحات المرشحة لتوفير القدرة التصنيعية للوصول إلى ملايين أخرى من الأمريكيين والأشخاص حول العالم.
وهذا يعني أن الإذن بإعطاء اللقاح الثاني لن يؤدي على الفور إلى العودة إلى الحياة الطبيعية، حيث سيستغرق الأمر الجزء الأكبر من العام لتحصين وتوزيع اللقاحات على مئات الملايين من الأمريكيين.
تم الإعلان عن أن لقاح موديرنا فعال بنسبة 94٪ في الوقاية من Covid-19 ، وذلك بعد تجربة لأكثر من 30000 مريض، وقال علماء موديرنا إنه كان هناك نوعان من ردود الفعل التحسسية في تجربتها، أحدهما في ذراع الدواء الوهمي والآخر في متلقي اللقاح.
