محليات

في قمة «الخليج – آسيان» بكوالالمبور.. ممثل سمو الأمير: مجلس التعاون سابع أكبر شريك تجاري للآسيان.. ونتطلع لاتفاقية تجارة حرة

برئاسة مشتركة لممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حفظه الله، رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودولة رئيس وزراء ماليزيا الصديقة داتو سيري أنور إبراهيم، رئيس الدورة الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، عُقدت اليوم في العاصمة الماليزية كوالالمبور أعمال القمة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة الآسيان.

كلمة ممثل سمو الأمير:

وقد ألقى سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حفظه الله، الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة، نقل في مستهلها تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وتمنيات سموه بالتوفيق والنجاح لأعمال القمة التي تشكل محطة بارزة في مسيرة الشراكة المتنامية بين التكتلين.

وأعرب سموه عن شكره وتقديره لجلالة ملك ماليزيا ولحكومة وشعب ماليزيا على كرم الضيافة وحسن التنظيم.

شراكة استراتيجية في عالم متغير:

وأكد سمو ولي العهد أن القمة تجمع جهتين فاعلتين على الساحة الدولية، تتمتع كل منهما بمقومات جغرافية وبشرية واستراتيجية هائلة، مما يؤهلهما للقيام بدور هام في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة والتحديات الأمنية والمناخية والثورة التكنولوجية.

وشدد سموه على أن اجتماع القادة يجسد عمق العلاقات التاريخية ويعبر عن تجديد الالتزام ببناء شراكة استراتيجية ترتكز على المصالح المشتركة وقواعد القانون الدولي وتعزيز التنمية المستدامة. وأشار إلى أن قمة الرياض الأولى عام 2023 شكلت انطلاقة ناجحة، وأن “إطار التعاون الاستراتيجي 2024 – 2028” يمثل خارطة طريق لتحويل هذه الشراكة إلى أدوات عملية.

قوة اقتصادية وبشرية هائلة:

ولفت سموه إلى الأهمية الاقتصادية والبشرية للجانبين، حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي لدولهما الست عشرة نحو 6 تريليون دولار، وتضم شعوبهما حوالي 740 مليون نسمة، وتربط بينهما ممرات بحرية وتجارية حيوية، مما يمنح التعاون بعداً جيوسياسياً واستراتيجياً مؤثراً.

تعزيز التعاون في مختلف المجالات:

  • السياسي والأمني: أكد سموه التزام الجانبين بالحوار البنّاء، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ودعا لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة.

  • الاقتصادي والاستثماري: أشار سموه إلى أن مجلس التعاون يمثل سابع أكبر شريك تجاري للآسيان في عام 2023، بإجمالي تجارة بلغ 130.7 مليار دولار أمريكي، مع توقعات بنمو يصل إلى 180 مليار دولار بحلول 2032. وأكد أهمية مواصلة تعزيز التعاون والتطلع لنتائج إيجابية في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين.

  • أمن الطاقة والتغير المناخي: ثمن سموه تقدم دول الآسيان في استخدام الطاقة المتجددة، وأعرب عن استعداد دول المجلس لتبادل الخبرات في مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والتقنيات منخفضة الكربون.

  • الأمن الغذائي والاقتصاد الرقمي: دعا سموه لتطوير شراكات في مجال الأمن الغذائي، والتعاون في بناء اقتصاد رقمي شامل وتبادل التجارب في تطوير البنية التحتية الرقمية.

  • الثقافي والإنساني: اقترح سموه اعتماد عام 2026 عاماً للتقارب الثقافي بين المجلس والآسيان، وتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة، وإدراج مبادرات لتمكين الشباب والمرأة.

القضية الفلسطينية والأوضاع الإقليمية:

أكد سمو ولي العهد متابعة دول مجلس التعاون بقلق بالغ للمأساة الإنسانية في قطاع غزة، مجدداً موقف المجلس الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لوقف العدوان وضمان الحماية للمدنيين، وثمن مواقف الآسيان الداعمة للحقوق الفلسطينية. كما رحب سموه بالتطورات الإيجابية في سوريا، مؤكداً دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار فيها.

آلية متابعة ومشاركة في إكسبو الرياض:

واقترح سموه وضع آلية متابعة رفيعة المستوى للإشراف على تنفيذ مخرجات القمة، كما دعا دول الآسيان للمشاركة في معرض إكسبو 2030 الذي ستستضيفه الرياض.

وختم سموه كلمته بتمنياته للقمة بالنجاح وللشراكة الخليجية – الآسيوية بالازدهار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى