قام طبيب سعودي متخصص في جراحة المخ والأعصاب ويعمل في أحد المستشفيات بفرنسا، بسرد مشاهداته المفزعة للحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد هناك، وسبب انتشاره بين السكان، مبينًا أن سببه الأول كان السماح لفرقة دينية يتجاوز عددهم ثلاثة آلاف شخص بالاجتماع، حيث كان بعض أعضائها قد زاروا إيطاليا، وجلبوا معهم الوباء لبلدهم، وذلك حسبما نشرت جريدة سبق.
وقال الدكتور هاني طلال الجهني، إن المنطقة التي يعمل بها هي أكبر منطقة منكوبة في فرنسا (Grand Est)، ومستشفى كولمار هو أكبر مستشفى مستقبل لحالات كورونا بحيث تحول بالكامل إلى منطقة عزل، معتبرًا أن البنية التحتية للمنظومة الصحية في الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، متطورة ومتينة جدًا، وحين تعلن هذه المنظومات حالة الخطر أو تنهار تمامًا، فهذا يعني أن الأمر خطير.
واستشهد “الجهني” بما أورده له رئيس نقابة الأطباء في Grand Est ورئيس قسم التخدير والعناية المركزة الدكتور جون فرانسوا سيرفون (٦٨ عامًا)، إنه لم ير في حياتي مثل هذه المصيبة، لكن من الأخبار المفرحة تعافي ٣٢ حالة كورونا لدينا في المستشفى، بينما في مقابلها هناك ٤٠ حالة كورونا تدخل يوميًا إلى المستشفى في وضع حرج، والعمل المتبع أن يرسل المريض المصاب بكورونا (المستقر)، إلى منزله، وينصح بعزل نفسه لمدة أسبوعين.
ولفت الجهني إلى أن بعض الحالات التي وصلت إليهم بين وصول المريض إلى المستشفى ودخوله في فشل كامل للتنفس ووضعه على التنفس الصناعي، ست ساعات فقط، و٦٠٪ تقريبًا من المرضى الذين يوضعون على التنفس الصناعي يتوفون، مؤكدًا “لدينا قرابة العشر حالات وفاة يوميًا، والعدد في ازدياد”.
وتابع الجهني أن “هذا الخبر مؤلم لكنه حقيقي، أكبر صالتين للتزلج في مدينة كولمار ومدينة ميلوز القريبة من كولمار تحولت إلى ثلاجة للموتى لتستوعب العدد الحالي والعدد المتوقع، وقد أمر الرئيس الفرنسي بإنشاء مستشفى عسكري مثل الذي ينشأ في الحروب قريبًا من كولمار لاستيعاب عدد المرضى”.
وأردف الطبيب الجهني، أن الإصابات في الطواقم الطبية تزداد كل يوم، والمتوقع أنهم جميعًا مصابون، ولكن من لم تظهر عليه الأعراض فلا يفحص، ويستمر في العمل مع أخذ الاحتياطات اللازمة، وفي القسم الذي يعمل به (جراحة المخ والأعصاب) من أصل ثمانية جراحين مجازين من النقابة بقي ثلاثة، والباقون، وعلى رأسهم رئيس القسم، وقد أبعدوا بسبب الخوف عليهم لوجود عوامل مرض أخرى، ويكتفي الأطباء فقط بالعمليات الطارئة.
وختم الدكتور هاني الجهني قوله: “بعد كل هذا سيأتي من يتهمني بالدراما وبث الذعر والخوف؛ أنا أنقل لكم المشهد كما أراه وكما نعيشه نحن هنا، الكوادر الطبية وإدارة المستشفى يعيشون في خوف ويتوقعون أن القادم أسوأ.. لا أحب أنا أرى هذه الحالة في بلدي لذلك وجب التنبيه”.
وزاد: “أظن أن الذي اتخذ القرار بإيقاف العمرة وتقنين الوصول إلى الحرمين، سيكون في ميزان حسناته الكثير من الأرواح والأنفس التي أنقذها بعد الله عز وجل”.