كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة مينوبوز عن ارتباط مباشر بين تراكم الدهون في منطقة البطن لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وما بعدها، وارتفاع خطر الإصابة بضعف إدراكي طويل الأمد، بما في ذلك الخرف ومرض ألزهايمر.
وأوضحت الدراسة أن الدهون الحشوية، التي تتجمع داخل تجويف البطن، تؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وضعف استجابة الجسم للإنسولين، وارتفاع معدلات الالتهابات المزمنة، مما يؤثر سلباً على الذاكرة والوظائف التنفيذية في الدماغ، وفقاً لموقع ساي بوست العلمي.
وبيّن الباحثون أن هذه الدهون تُعد الأخطر مقارنة بأنواع الدهون الأخرى، إذ تزيد معها احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب الخرف بمختلف أنواعه.
وشملت الدراسة أكثر من 700 امرأة تراوحت أعمارهن بين 42 و58 عاماً، وكنّ في المراحل المبكرة من انقطاع الطمث، أي خلال أقل من 36 شهراً من آخر دورة شهرية.
وقاس العلماء نسبة محيط الخصر إلى الورك لتحديد مستوى السمنة المركزية، وقُسّمت المشاركات إلى ثلاث مجموعات: الأولى تلقت هرمون الإستروجين فموياً، والثانية استخدمت الإستراديول عبر الجلد، والثالثة تناولت دواءً وهمياً.
وأظهرت النتائج، التي امتدت على مدى أربع سنوات، أن النساء اللواتي سجلن نسباً أعلى لمحيط الخصر إلى الورك أدّين بشكل أضعف في اختبارات الإدراك، خصوصاً في مجالات الانتباه البصري والقدرات التنفيذية، دون وجود فروق ملحوظة بين من تلقين العلاج الهرموني ومن استخدمن الدواء الوهمي.
ودعا الباحثون إلى التركيز على الوقاية المبكرة من التدهور الإدراكي بعد انقطاع الطمث، حتى لدى النساء غير المعرضات لمخاطر أمراض القلب، مؤكدين أهمية اتباع نمط حياة صحي ومتوازن للحد من تراكم الدهون الحشوية والحفاظ على صحة الدماغ.
