علوم وتكنولوجيا

خطورة الطفرات الجينية على الإصابة والوفاة من COVID-19

إكتشف بعض الباحثون من خلال دراسة حديثة تم نشرها فى مجلة FASEB العلمية التابعة لاتحاد الجمعيات الأمريكية لعلم الأحياء أن حاملى الطفرات الجينية PiZ و PiS معرضون لخطر كبير للإصابة بمرض كورونا بدرجة شديدة وحتى الموت من COVID-19، تؤدى هذه الطفرات إلى نقص في بروتين alpha1-antitrypsin الذي يحمي أنسجة الرئة من التلف فى حالة العدوى الشديدة بالفيروس.

هذا وقد أظهرت دراسات أخرى سابقة بالفعل أن هناك ربط بين نقص هذا البروتين والأضرار الالتهابية لوظيفة الرئة في أمراض أخرى.

قام الباحثون بتحليل البيانات من 67 دولة مختلفة في جميع القارات، كشفت المقارنات عن وجود علاقة إيجابية مهمة للغاية بين انتشار الطفرتين في السكان ومعدلات وفيات COVID-19 في العديد من البلدان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا و غيرهم.

يقترح الباحثون أن هذه الطفرات قد تكون عوامل خطر إضافية للإصابة بفيروس COVID-19 الشديدة، كما يقترحون على أن النتائج التي توصلوا إليها يجب أن يتم دعمها من خلال التجارب السريرية للمرضى المصابين بـ COVID-19، وإذا تم التحقق من صحتها، فيجب أن تؤدي إلى فحص على مستوى السكان فى كل دولة لتحديد حاملي طفرات PiS و PiZ.

يجب بعد ذلك معالجة هؤلاء الأفراد باتخاذ تدابير إضافية للتباعد الاجتماعي وإعطاء الأولوية لاحقًا للتطعيم بمجرد توفر اللقاحات، ووفقًا للباحثين يمكن أن تكون هذه الخطوات فعالة في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.

كشف تحليل قواعد البيانات أنه في بلجيكا يحمل 17 من كل 1000 شخص طفرة PiZ وهى الأكثر شيوعًا من الطفرتين اللتين تمت مناقشتهما في هذه الدراسة، كان معدل الوفيات بفيروس  COVID-19  بنسب عالية عن غيرها من البلدان الأخرى.

الصورة متشابهة في إسبانيا أيضاً فإنه يحمل 17 من كل 1000 مواطن يحملون طفرة PiZ، ومعدل الوفيات COVID-19 مرتفع أيضاً، وكذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد 15 من كل 1000 مواطن يحملون نفس الطفرة الجينية.

وجدت النسب أيضاً مرتفعة فى المملكة المتحدة يوجد 14 لكل 1000 يحمل الطفرة الجينية PiZ، وفي إيطاليا والسويد وجدت المعدلات أن 13 لكل 1000 حامل لهذه الطفرة الجينية.

من ناحية أخرى وجد الباحثون أنه في العديد من البلدان في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، تكون هذه الطفرات نادرة نسبيًا، وإن معدلات وفيات COVID-19 منخفضة بالمقابل، وفي اليابان وجد إن انتشار الطفرات ضئيل نسبياً، وقد تم العثور على أرقام مماثلة في الصين وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند وفيتنام وكمبوديا.

استنتج الباحثون من ذلك أن تحليل بيانات الأشخاص الجينية يكشف عن وجود علاقة قوية بين هذه الطفرات والمرض الشديد والوفاة من COVID-19.

طالب الباحثون من مجتمع الأبحاث المهتمة بهذا الفيرون إلى الأخذ فى الإعتبار فرضية البحث الذين قاموا به مقابل البيانات السريرية للمرضى، كما دعوا صانعي القرار في كل بلد إلى إجراء فحص على مستوى السكان لتحديد حاملي الطفرات الجينية وإعطاءهم الأولوية فى التطعيم بمجرد الموافقة على لقاحات COVID-19.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى