علوم وتكنولوجيا

تحذيرات شديدة من مشروبات الطاقة

اكتشف علماء فى جامعة ملبورن باستراليا أن بعض مشروبات الطاقة تحتوى على مستويات ضارة من بيروكسيد الهيدروجين، وهى مادة يربطها كثير من الناس بتبييض شعرهم أو أسنانهم.

وجد الباحثون أن هذه المادة الكيميائية كانت بتركيزات عالية بما يكفى لحدوث بعض اتجاهات مخاطر الإصابة بالسرطان فى الفئة العمرية الذين يستهلكون مشروبات الطاقة.

وذلك بناءً على مراجعة لبيانات من 13 دراسة سابقة من أن استهلاك كميات كبيرة من الفركتوز أو سكر الفاكهة يمكن أن تزيد المشروبات السكرية من خطر إصابة الشخص بمتلازمة التمثيل الغذائى بنسبة تصل إلى 20٪، ومتلازمة التمثيل الغذائى هى مجموعة من الحالات التى تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر فى الدم وزيادة الدهون فى الجسم، وتشمل المتلازمة أيضًا زيادة نسبة الكوليسترول فى الدم.

الدكتور لويز بينيت الذى يعمل فى مدرسة موناش للكيمياء هو الباحث الرئيسى لهذه الدراسة، وقال إن هذه التركيزات العالية من بيروكسيد الهيدروجين جاءت نتيجة لعملية التصنيع، ومن المحتمل أن صانعى المشروبات لم يكونوا على دراية بأن هذا هو الحال.

والجدير بالذكر أن بيروكسيد الهيدروجين هو عامل مؤكسد وعامل تبييض ومكون شائع فى مجموعات الإسعافات الأولية حيث يستخدم كمطهر لطيف للجروح والخدوش والحروق الطفيفة، كما أنه يستخدم لتطهير التهابات الفم والحساسية.

وهو ما قد يؤدى إلى التعرض لتهيج العينين والحلق ومجرى الهواء التنفسى ويمكن أن يتحول الجلد إلى تقرحات، وأيضاً يمكن أن تلتهب الأذنين إذا تم استخدامه لإذابة شمع الأذن.

وكما يلاحظ الدكتور بينيت أنه يتم إنتاج بيروكسيد الهيدروجين فى جسم الإنسان بتركيزات نسبية صغيرة كعامل إشارات طبيعى للجسم.

يرتبط بيروكسيد الهيدروجين بمنطقة ذات أهمية كبيرة فى أبحاث الشيخوخة حيث أنه ينتج الطاقة داخل الخلايا.

يتضح من ذلك أن الإنسان بحاجة إلى هذه المادة، ولكن بتركيز ضئيل وهو ما يعرف بمستويات نانومولار أى أقل من 0.0003 مجم لكل كيلو جرام من وزن الجسم.

ووجدت الدراسة أن مستويات بيروكسيد الهيدروجين فى بعض مشروبات الطاقة كانت أعلى بحوالى 15 ألف مرة من المستويات الطبيعية التى ينتجها الجسم.

قال الدكتور بينيت إن المستويات المسموح بها والتى يحتاجها جسم الإنسان أقل بكثير مما تعطيه هذه المشروبات.

الأطعمة التى تحتوى على المغذيات النباتية مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والشاى والحبوب الكاملة وذلك على سبيل المثال، حيث أن لها فوائد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، على الرغم من أن مضادات الأكسدة فى بعص الأحيان تكون نافعة وأحياناً أخرى تكون غير ذلك.

والمعروف أن هناك اهتمام كبير من جانب العلماء بمضادات الأكسدة، لكنها يمكن أن تكون سلاح ذات حدين.

وبهذا تعنى أنها تستطيع أحيانًا إنتاج ما يُعرف باسم أنواع الأكسجين التفاعلية، فإن مادة بيروكسيد الهيدروجين المعروف باسم (H202) هو أحد أنواع الأكسجين التفاعلية.

ولذلك كانت مشروبات الطاقة مثيرة للاهتمام لأنها تحتوى على مضادات الأكسدة، ولكنها لا تحدث بنسب أو بشكل طبيعى، فهذه المشروبات تكون مُركبة ولا تحتوى أحيانًا على أى من وسائل الحماية الطبيعية .

قام الباحثون بدراسة مجموعة مكونة من 40 مشروبًا غازيًا، بما فى ذلك 28 مشروبًا للطاقة، وجدوا أن خمسة منها تحتوى على مستويات عالية جدًا من بيروكسيد الهيدروجين.

وأخيراً قال الدكتور بينيت أن المستويات التى تحتوى عليها هذه المشروبات أعلى بكثير مما ينتج بشكل طبيعى فى الجسم، وأنه عندما يقوم الإنسان مثلاً بشرب 350 مل من مشروبات الطاقة دفعة واحدة، فهذا قد يؤدى إلى مخاطر صحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى