بولندى يقضى 18 عاماً ظلماً فى السجن ثم تظهر براءته

أصدرت المحكمة العليا في بولندا حكماً بالبراءة فى حق رجلًاً بولندى يدعى توماسز كوميندا سُجن ظلماً لمدة 18 عامًا بتهمة إغتصاب وقتل فتاة مراهقة.
حُكم على توماسز كوميندا بالسجن لمدة 25 عامًا بتهمة قتل واغتصاب فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً في عام 2004، وقضى عقوبته في السجن في سترزيلين لمدة 18 عاماً، حتى وجدت النيابة التي استأنفت قضية القتل والاغتصاب الوحشي في عام 2017 بناءً على طلب من والدي الضحية، أن التهم الموجهة إلى التهم لا أساس لها، حتى أتى الحكم بالإفراج المشروط عن توماسز كوميندا.
وقد قُبض عليه وهو في الـ23 من عمره، ليمضي أجمل فترات شبابه في السجن، وفي العام الماضي، قضت محكمةٌ في وارسو بسجن شخصين لمدة 25 عاماً بتهمة ارتكاب جريمة القتل نفسها، والحكم ببراءة توماس لتبدأ رحلته لتحصيل التعويض على سنوات عمره المهدرة.
جاء حكم القضاة على أن توماس كوميندا لا يمكن أن يكون قد ارتكب الجريمة بعد أن ألقت تقنيات الطب الشرعي المتقدمة الضوء على الأدلة التى كانت تدينه وقتها.

وقال توماسز كوميندا البالغ من العمر حالياً 42 عامًا، والذي أطلق صرخة ارتياح بعد إعلان الحكم، إن السجن المؤبد كان جحيم بالنسبة له، وإنه عومل داخل السجن بطريقة سيئة للغاية.
أحدثت قضية كوميندا صدمة داخل بولندا، حيث سلطت الحكومة اليمينية في بولندا الضوء عليها كمثال على ما تقول إنه نظام عدالة معطل يتطلب إصلاحًا عميقًا.
لكن وزير العدل زبيغنيو زيوبرو قال إن الحكم بالبراءة يظهر أنه يمكن تصحيح أخطاء النظام، وقال أنه لا يمكن لأحد أن يعيد السنوات التي فقدها توماس كوميندا من حياته، ومع ذلك فإن البراءة تعيد إحساس كرامة رجل بريء أدين خطأ.
كما أشار حكم القضاة إلى أخطاء في عملية جمع الأدلة وإلى تقصير في الإدلاء بشهادة شهود الدفاع، هذه الأخطاء هي الآن قيد التحقيق.
قال محامي كوميندا زبيغنيو كوياكالسكي، إنه سيسعى للحصول على أكثر من 10 ملايين زلوتي، أى ما يعادل مبلغ 2 مليون جنيه إسترليني، كتعويض للسيد كوميندا عن الإدانة الخاطئة وسنواته التى قضاها في السجن.
وقال كوميندا الذي سُجن 18 عاماً ظلماً إنّ الكابوس قد انتهى، وقال محاميه إن الإعانة التي سيحصل عليها هي ضعف متوسط الإعانات الشهرية التي يحصل عليها آخرون في مثل وضعه، بسبب المعاملة الوحشية في السجن وسلسلة الأخطاء المرتكبة بحق كوميندا.
واختتم حديثه قائلاً: “ليست هناك معادلة رياضية كافية لقياس حجم المعاناة الحقيقي ولاشيء يمكن أن يعوّض عنه”.



