العرب والعالمموضوع مميز

بدأ بـ8 دولارات في جيبه….قصة الهندي الذي نصب على شركات الإمارات وبنوك كويتية !

خاص – برواز

في وقت يركز فيه العالم على أزمة فيروس كورونا الجديد، الذي اجتاح دول عظمى وجعلها تعلن حالة طوارئ شاملة.

وبينما تسجل فيه آلاف الوفيات والإصابات يوميا، لم يمنع هذا قصة الملياردير الهندي “بي آر شيتي” من تصدر واجهات الصحف العالمية، بعد رحلته الطويلة التي نصب فيها نفسه صاحب الرقم القياسي في عمليات النصب والاحتيال على شركات وبنوك خليجية.

من هو بي آر شيتي ؟

ولد شيتي في 1 أغسطس 1942 في مدينة أودوبي بمادراس الهندية، وبدأ نشاطه التجاري في سن مبكرة عندما دخل مجال الأدوية والمستلزمات الطبية في مدينته، كما يملك شهادة صيدلاني بعدما أتم دراسته.

حط الرحال في الإمارات

في 1973 وصل شيتي الذي كان شاباً يحمل شهادة جامعية في الصيدلة من بلاده الهند إلى الإمارات باحثاً عن فرصة عمل تعينه على إتمام حياته كباقي أقرانه.

كحال العمالة الوافدة كانت تنتظره تحديات عديدة من البحث عن عمل إلى تغطية النفقات اليومية، والاعتياد على الحرارة، علاوة على ذلك ففي ذلك الوقت كان جل ما يحمله الشاب فقط 8 دولارات أمريكية لا غير بعدما فقد حقيبته، ومع مرور الأيام تحولت الدولارات الثمانية إلى مليارات، وتحول العامل الوافد الفقير إلى ملياردير تنتشر مشاريعه وسيرته في دول عدة منطلقة من الإمارات.

في حوار سابق قال شيتي (كان يوم 3 مايو 1973 يوماً لا ينسى في حياتي عندما وصلت إلى أبوظبي على متن رحلة للخطوط الجوية الهندية وأنا أبلغ من العمر 19 عاماً، كنت لا أحمل معي أكثر من 8 دولارات، وكان يوماً تقليدياً في الإمارات من حيث حرارة الصيف، ولم أكن أحمل معي أي أمتعة من بلادي”.

وقال شيتي أنه استأجر بيتاً قديماً في منطقة مدينة زايد برفقة 4 أشخاص، وفي الظروف الجوية القاسية بأبوظبي كان الحصول على مروحة نعمة كبيرة، حيث لم تكن مكيفات الهواء والثلاجات قد وصلت إلى البلاد في ذلك الوقت، قبل أن يحصل على أول وظيفة له وبدأت رحلته نحو النصب والاحتيال.

الوصول إلى القمة

في عام 1975، خطرت لشيتي فكرة إنشاء عيادة وصيدلية في شقة من غرفتين في منطقة مدينة زايد، وبدأ المركز الطبي الجديد بطبيب عام وطبيب أسنان ومختبر لعلم الأمراض مجهز بالكامل، وكان المركز فريداً من نوعه في ذلك الوقت.

وفي عام 1980 أنشأ مركز الإمارات للصرافة الذي يعد واحداً من أكبر الشركات العاملة في مجال تحويل الأموال في الإمارات، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الشركة حولت ما قيمته 26 مليار دولار في العام الماضي 2014.

وفي عام 2003 غامر شيتي بإنشاء شركة (نيوفارما) التي قدرت قيمتها السوقية بنحو مليارَي دولار خلال عام 2015، كما اكتسب غالبية الأسهم في شركة (الفوركس ترافيليكس) ومقرها لندن، بلغت قيمتها مليار جنيه إسترليني.

وبنفس العام ضمت مجموعة (NMC)، التي تضم 885 سرير

اً تحت مظلتها شبكة الدكتور (ساني) في الشارقة، وعيادة أوجين، ومركز (بروفيتا) لعلاج الخصوبة، ومركز أميريكير  للرعاية الطبية المنزلية.

احتيال بـ6.6 مليارات دولار…قائمة الضحايا !

مع حلول 2020، كان شيتي قد أتم خدعته الكبرى، واحتال على شركات خليجية وبنوك إماراتية وجمع 6.6 مليارات دولارعلى شكل ديون غير مصرح بها لمجلس إدارة (ان ام سي) للرعاية الصحية والمساهمين فيها. وشملت قائمة دائني الشركة اكثر من 80 شركة اماراتية وخليجية واجنبية قامت باقراض المجموعة مبالغ مختلفة.

وفي التفاصيل، أعلن بنك دبي الاسلامي ان لديه انكشافا بقيمة 425 مليون دولار على «ان ام سي»، وكشف «نور بنك» التابع له منكشف ايضا بمبلغ 116 مليون دولار على المجموعة ذاتها.

من جهته، قال بنك الامارات دبي الوطني انه تعرض لانكشاف لـ«ان ام سي» بقيمة 747.3 مليون درهم (203.5 ملايين دولار) بما فيها 676.5 مليون درهم لمصرف الامارات الاسلامي المرتبط به.

وفي نفس الوقت، أعلن مصرف ابوظبي التجاري انه تعرض لانكشاف للشركة بـ981 مليون دولار، كما طلب البنك من محكمة بريطانية حماية الشركة والدائنين.

مصرف ابوظبي الاسلامي أكد أيضا انه قدم تمويلا لـ«ان ام سي» بقيمة 291.4 مليون دولار، اضافة الى تعرضه لانكشاف اضافي لسندات اسلامية بقيمة 31 مليون دولار صادرة من الشركة.

و قدر بنك الفجيرة الوطني انكشافه على «ان ام سي» بـ289.1 مليون درهم، في حين أعلن البنك العربي المتحد (الشارقة) عن تعرضه لانكشاف بقيمة 135.3 مليون دولار.

وأعلنت شركة أرامكس في الامارات عن وجود مستحقات مالية كدفعات متأخرة مقابل خدمات لكل من مجموعة «إن إم سي» للرعاية الصحية و«مركز الإمارات للصرافة» التابعة لها بقيمة 334.9 ألف درهم.

الكويت لم تكن استثناء

ولم تكن الكويت استثناء بالنسبة لـ شيتي، حيث أعلن كل من بنك KIB وبنك وربة على موقع البورصة انكشافهما على مجموعة «إن إم سي» بقيمة 23.1 مليون دينار و20.7 مليون دينار على التوالي.

وقال KIB ان انكشافه على الشركة يأتي من خلال تمويلين مشتركين، بينما اشار بنك وربة الى ان مبلغ الانكشاف المُشار إليه يأتي من خلال تمويل مشترك ممنوح من قبل البنك إلى الشركة، فضلاً عن الاستثمار في الصكوك الصادرة من الشركة.

كيف هرب؟

قالت مجلة (أريبيان بزنس)، التي تصدر من دبي، أن الملياردير الهندي هرب من الإمارات إلى وطنه الهند، في الوقت الذي يواجه فيه خمس قضايا قانونية، حيث سافر صاحب الـ78 عاما جواً إلى الهند قبل شهر تقريباً.

وأضافت أنه منذ ديسمبر الماضي وجِّه اتهام بالاحتيال لشركة “إن إم سي” للرعاية الصحية التي يملكها شيتي، ثم تم تعليق تداول أسهمها في بورصة لندن.

وبعد ذلك أوقفت شركة الإمارات للصرافة التي يملكها شيتي معاملاتها بعدما فتح البنك المركزي الإماراتي تحقيقاً في عمليات الشركة، وتشمل قائمة الدائنين 80 مؤسسة مالية محلية وإقليمية ودولية أقرضت مجموعة “إن إم سي للرعاية الصحية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى