الكويت تحتفل بالذكرى الـ64 للاستقلال.. مسيرة وطن من السيادة إلى الريادة

تحتفل دولة الكويت اليوم، التاسع عشر من يونيو، بالذكرى الرابعة والستين لاستقلالها، في يوم وطني خالد يجسد معاني السيادة والكرامة، ويخلّد اللحظة التاريخية التي انطلقت فيها مسيرة الدولة الحديثة نحو بناء مستقبل مشرق بجهود أبنائها المخلصين.
فجر الاستقلال.. يوم أغر في تاريخ الوطن
في مثل هذا اليوم من عام 1961، طوت الكويت صفحة الماضي، وأعلن الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، “أبو الاستقلال والدستور”، انتهاء معاهدة الحماية البريطانية، ووقع وثيقة الاستقلال التي نصت على سيادة الكويت الكاملة على أرضها ومقدراتها. وفي كلمته الخالدة للشعب الكويتي آنذاك، قال الشيخ عبدالله السالم: “في هذا اليوم الأغر.. ننتقل من مرحلة إلى أخرى.. ونفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة”.
بناء الدولة.. دستور وقوانين
لم يكن الاستقلال مجرد وثيقة، بل كان بداية لعمل دؤوب لوضع أسس الدولة الدستورية الحديثة. فبخطوات مدروسة، دعا الشيخ عبدالله السالم إلى انتخابات المجلس التأسيسي الذي أنجز خلال تسعة أشهر فقط دستور دولة الكويت، المتضمن 183 مادة، ليكون منارة للديمقراطية والازدهار. وتوالت التشريعات والقوانين التي نظمت كافة شؤون الدولة، من الجنسية والنقد إلى القضاء والدوائر الحكومية، لتكتمل أركان الدولة ومؤسساتها.
من المحلية إلى العالمية
وعلى الصعيد الخارجي، انطلقت الكويت لتأخذ مكانتها اللائقة بين الأمم، ففي 14 مايو 1963، أصبحت العضو رقم 111 في منظمة الأمم المتحدة، لتبدأ دورها المحوري في الملفات الإقليمية والدولية، وتصبح “مركزاً للعمل الإنساني” بفضل دبلوماسيتها المعتدلة ومساعداتها السخية.
مسيرة مستمرة من العطاء
واليوم، بعد مرور 64 عاماً، تواصل الكويت مسيرتها المضيئة بخطى ثابتة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظهما الله، مستمرة في مسار التنمية والبناء داخلياً، ومحافظة على نهجها في الدبلوماسية الوقائية والسعي لتحقيق السلام إقليمياً ودولياً.
ويظل يوم الاستقلال رمزاً لإرادة شعب آمن بحقه في الحرية، ونجح في تحويل طموحاته إلى واقع ملموس، حاملاً للأجيال القادمة مسؤولية مواصلة مسيرة البناء والعطاء من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.



