الكويت تجدد تمسكها بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.. وتدين التهديدات النووية الإسرائيلية

جددت دولة الكويت تأكيدها الثابت على الأهمية القصوى لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، مشددة على أن تحقيق الأمن الإقليمي والدولي يتطلب تخليص العالم من أخطر أدوات الفناء الجماعي.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقاها الملحق الدبلوماسي بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة، السيد عبدالعزيز السعيدي، مساء أمس الإثنين، أمام اللجنة التحضيرية الثالثة لمؤتمر الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، المنعقدة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وأكد السعيدي أن موقف الكويت المبدئي يرتكز على قرار مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار لعام 1995، الذي يُعد “حجر الزاوية” في عملية التمديد اللانهائي للمعاهدة، ويمثل التزاماً قانونياً وأخلاقياً على جميع الأطراف، لا سيما الدول النووية والدول الوديعة الثلاث للمعاهدة (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا).
وأوضح أن أي تأخير أو مماطلة في تنفيذ هذا القرار الحيوي من شأنه أن يؤثر سلباً على مصداقية المعاهدة ويهدد ثقة الدول غير الحائزة للأسلحة النووية بالنظام الدولي لنزع السلاح، مما يضعف أسس الأمن الجماعي.
وأشاد السعيدي بـ “الديناميكية المتزايدة” التي يشهدها مسار المؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والذي أُطلق بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى الزخم الملحوظ الذي شهده هذا المسار عبر خمس دورات ناجحة ترأستها دول عربية، منها دولة الكويت (التي ترأست الدورة الثانية)، والأردن، ولبنان، وليبيا، وحالياً المغرب.
وأكد التزام الكويت بالمضي قدماً في دعم هذا المسار بروح من الشفافية والانفتاح وبنهج شامل لا يقصي أحداً ولا يفرض شروطاً مسبقة، داعياً الدول الراعية لقرار عام 1995 إلى إعادة النظر في مواقفها والمشاركة البناءة في أعمال المؤتمر انطلاقاً من مسؤولياتها الدولية، لا سيما في ظل الحاجة الملحة اليوم لاتخاذ خطوات حقيقية لتعزيز الأمن الجماعي ومنع التصعيد في المنطقة.
خطر “النووي الإسرائيلي”:
وحذر الملحق الدبلوماسي الكويتي من أن غياب الترتيبات الإقليمية لنزع السلاح واستمرار الانتقائية في تطبيق القانون الدولي يشكلان “تهديداً وجودياً” للسلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد من أكثر مناطق العالم توتراً.
وتطرق السعيدي إلى تصاعد التهديدات النووية العلنية من قبل “الاحتلال الإسرائيلي” تجاه دولة فلسطين، معتبراً ذلك “انتهاكاً صارخاً” لمرتكزات النظام الدولي لعدم الانتشار النووي. وشدد على أن بقاء “الاحتلال الإسرائيلي” خارج إطار الرقابة الدولية يقوض كافة الجهود الرامية إلى إنشاء المنطقة المنشودة ويكرس التمييز داخل هيئات نزع السلاح الدولية.
ودعا السعيدي المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته عبر التأكيد على ضرورة انضمام “الاحتلال الإسرائيلي” إلى معاهدة عدم الانتشار وإخضاع جميع منشآته النووية لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واختتم كلمته بتأكيد أن الكويت تعول على “الإرادة الصادقة” لدول المنطقة والمجتمع الدولي لتحويل هدف إنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل إلى واقع ملموس، يعيد التوازن ويؤسس لمنطقة آمنة ومستقرة.



