العرب والعالم

الكشف عن سر التجلطات التى تحدث بعد التطعيم بلقاح جونسون

صرحت شركة جونسون آند جونسون عن السبب الذى يمكن أن يفسر الصلة المحتملة بين التطعيمات وتجلطات الدم النادرة، التى تحدث للمتلقين بعد حصولهم على لقاح الشركة المضاد لفيروس كورونا المستجد، بأن أحد المكونات الرئيسية للقاح هى المسئولة عن حالات التجلط الستة التى تم الإبلاغ عنها فى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعمل لقاح “جونسون آند جونسون” وفق آلية مشابهة لعمل لقاح “أسترازينيكا”، تعرف بناقلات الفيروس، ويعتمد على فيروس آخر يسبب نزلات البرد، ويُستبدل جزء صغير من تعليماته الجينية بجينات فيروس كوفيد-19.

وفي لقاح “أسترازينيكا” يأتي الفيروس المعدل من حيوان الشيمبانزي، أما في لقاح “جونسون آند جونسون” فيكون مصدره من البشر.

يعمل لقاح جونسون لدى حقنه تقرأ الخلايا البشرية التعليمات الجينية اللازمة لصنع البروتين الشوكي، الذي يغلف كوفيد-19، فيلاحظ الجهاز المناعي البروتين الدخيل على الجسم، ويولد أجساما مضادة تحمي الشخص في حال تعرضه للفيروس في المستقبل.

وتعد ناقلات الفيروس آمنة تماما، والأكثر ملائمة للتحوير الجيني، وتنزع منها جينات التكاثر، ولذلك فهي لا تحمل خطر نقل العدوى.

لكن بعض الخبراء يقولون إن التقنية يمكن أن تحفز، في حالات نادرة جدا، استجابة مناعية ضد مكونات معينة في الدم، ما يسبب التخثر.

أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية استخدام لقاح “جونسون آند جونسون” مؤقتا، بعد إصابة ست نساء بمزيج من تجلطات الدم الحادة في الدماغ، تسمى تجلط الجيوب الوريدية الدماغية، مع مستويات منخفضة من الصفائح الدموية.

وقالت الشركة المنتجة للقاح أن حالات التجلط تبدو نادرة للغاية، فمن بين أكثر من 7 ملايين شخص جرى تطعيمهم في الولايات المتحدة باللقاح، أصيب ستة منهم فقط بتجلطات، جميعهم من النساء.

وبناء على ذلك فقد اجتمعت لجنة استشارية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لمناقشة الحالات والتغييرات المحتملة على الاستخدام الموصى به للقاح.

يعتقد الخبراء أن من الممكن في حالات نادرة أن يؤدي الفيروس المضعف نفسه إلى التجلط، بسبب تفاعل بينه وبين الصفائح الدموية، وهو ما ذهب إليه أيضا تحليل نشرته مجلة “نيو إنجلاند” الطبية.

ونقلت شبكة “إن بي سي” عن الدكتور جريج بولاند مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في مركز “مايو كلينيك” في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، قوله إن معظم هؤلاء المرضى يطورون أجساما مضادة تتسبب في تكتل الصفائح الدموية معا.

وأضاف بولاند وهو أيضا مستشار للعديد من مصنعي لقاحات كوفيد-19، بما فيهم “جونسون آند جونسون”، نعلم أيضا أن الفيروسات الغدية نفسها يمكن أن تسبب تنشيط الصفائح الدموية وتكتلها.

وقال أن الصفائح الدموية تلعب دوراً مهما في تخثر الدم، وهي هامة لشفاء الجروح، فعند حدوث إصابة، يتم تنشيط الصفائح وتندفع إلى موقع الإصابة وتشكل تخثراً دموياً.

لكن في بعض الأحيان يمكن أن تنشط الصفائح الدموية في حالة عدم وجود إصابة، ما يؤدي إلى حدوث تجلطات في الأوعية الدموية، يمكن أن تقطع تدفق الدم إلى الأعضاء الرئيسية مثل القلب أو الرئتين أو الدماغ.

وقد يوفر توقيت الأعراض دليلاً إضافياً على دور الأجسام المضادة في التسبب بالتجلط، إذ ظهرت الأعراض على المرضى الستة في غضون أسبوعين من تلقي اللقاح، وهو مقدار الوقت ذاته الذي يستغرقه الجسم البشري لتطوير الأجسام المضادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى