«العتيبي»: الأمم المتحدة يصعب عليها مواجهة النزاعات بمفردها في بعض الحالات

أكدت دولة الكويت الحاجة لدور المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في تسوية وفض النزاعات، لا سيما الداخلية والإقليمية، حيث يصعب على الأمم المتحدة في بعض الحالات مواجهة هذه النزاعات بمفردها، وذلك خلال كلمة ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، الخميس، خلال جلسة مجلس الأمن حول الإحاطة الإعلامية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال «العتيبي»: إن كانت الأمم المتحدة تلعب دورًا هامًا وأساسيًا في كافة دورة النزاع وبناء وصنع السلام بعد النزاع، فلا غنى عن دعم المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في هذه العملية، والفصل الثامن من الميثاق يقودنا ويرشدنا بل ويشجعنا على النهوض بهذا التعاون، كما بات جليًا أن المنظمات الإقليمية والمنظمات دون الإقليمية الأفضل والأقل كلفة ماديًا وبشريًا للتعرف على حقيقة ما يجري في بعض النزاعات.
وأشار «العتيبي» إلى أن هذه المنظمات تعتبر أداة الاستشعار الأولى للمجتمع الدولي، والأقدر والأجدر على فهم طبيعة النزاع الدائر والتعامل معه والاستجابة له بطريقة أفضل، مؤكدًا أن الالتزام بمواصلة تقديم الإحاطة السنوية من جانب رئيس منظمة التعاون والأمن في أوروبا، واستمرارها منذ أول لقاء في عام 2004 يُعد ترجمة وتأكيدًا على مدى حرص والتزام المنظمة بتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة، خاصة في سبيل إرساء السلم والأمن الدوليين، وعلى وجه التحديد في المناطق المشمولة، والتي تغطيها المنظمة وفقًا للولاية المناطة بها.
وأوضح «العتيبي» أن المنظمة تضفي بوصفها جغرافيًا أكبر منظمة للأمن الإقليمي إذ تشمل الحيز الأوروبي والآسيوي و«الأورو – آسيوي» المتوسطي قيمة كبيرة على السعي المشترك لتحقيق السلام والاستقرار الدوليين، والحفاظ على مبدأ التعددية وتعزيزه وتوظيفه بشكل فعال في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه المجتمع الدولي.
ورحب «العتيبي» بالاجتماع الأول الرفيع المستوى، والذي عُقد بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ديسمبر الماضي، وبالاتفاق بين المنظمتين على إضفاء الطابع الرسمي على علاقتهما من خلال عقد اجتماعات سنوية رفيعة المستوى، موضحًا أن القارة الأوروبية تشهد بعض النزاعات التي طال أمدها، والتي تتطلب حلولًا جذرية، وعلى سبيل المثال النزاعات في ناغورنو كارا باخ وجورجيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك وقبرص ومولدوفا.
وأشاد «العتيبي» بدور بعثات المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنتشرة في بعض مناطق النزاع، وقد أتيحت الفرصة لزيارة مقر البعثة الأوروبية المراقبة في جورجيا على حدود أوسيتيا الجنوبية والإطلاع على أهمية دورها في خفض التوتر ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، وتشجيع تدابير بناء الثقة وتسهيل حركة السكان ونقلهم.
وأشار مندوب الكويت إلى أهمية دور المنظمة في أوكرانيا وضرورة حل الأزمة فيها، والتي دخلت عامها الخامس، معربًا عن أمله في أن تلتزم جميع أطراف النزاع بتنفيذ القرار «2202/2015»، وكذلك عن أمله في أن تلتزم الأطراف باتفاقات مينسك للسلام المُبرمة في فبراير 2015، والبيان الرئاسي الصادر في 6 يونيو 2018 تنفيذًا كاملًا، والسعي إلى إيجاد حل شامل ومتوازن لهذه المسألة عن طريق الحوار، لا سيما وفق إطار «رباعية النورماندي» ومجموعة الاتصال الثلاثية.
وأشاد «العتيبي» ببعثة الرصد الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على جهودها في الميدان، لا سيما مساعيها في تيسير الحوار بين جميع أطراف الأزمة، قائلًا: وهنا يحدونا أمل كبير في أن تسهم هذه الجهود في إنهاء هذا النزاع في أقرب فرصة ممكنة.



