بورتريهفن وثقافة

أحمد خالد توفيق.. العراب المصري الذي جعل الشباب يقرأون

خاص برواز

هو واحد من أبرز الكتاب المصريين في العقود الأخيرة، ويُعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي، كان واحدًا من أقرب الكتاب والأدباء إلى قلوب الشباب العربي خاصة المصري منه، وكان يوم وفاته في 2 إبريل 2018م يومًا حزينًا في نفوس الكثيرين من محبينه.

كانت وصيته الأولى أن يُكتب على قبره «جعل الشباب يقرأون»، وقد كان، فبمجرد وفاته امتلأت جوانب موضع جسده الأخير بلافتات رخامية وورقية وغيرها مدوّن عليها وصيته التي لطالما تمناها، هو العراب وأديب الشباب، الذي عبر عن أحلامهم وشاركهم في آمالهم، في ذكرى رحيله الأولى نستعرض أبرز المحطات في حياته.

مولده وحياته

وُلِدَ الدكتور أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962م بمدينة طنطا المصرية، وتخرج من كلية طب طنطا عام 1985م وحصل على الدكتوراة عام 1997م في تخصص طب المناطق الحارة، والتحق كعضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في طب طنطا.

كان متزوجًا من طبيبة أخصائية صدر من المنوفية اسمها منال، ولديه منها ابن اسمه محمد وابنة اسمها مريم، وقد أصيب الدكتور أحمد خالد توفيق بنوبتين قلبيتين، الأولى في 2011م والثانية في 2015م نتج عنهما أن أجرى جراحة زرع جهاز مهمته مرابة النبض، فإذا شعر باضطراب في القلب أطلق صدمة كهربائية تعيد القلب للحياة مرة أخرى، وأجبره الأطباء حينها على الإقلاع عن التدخين.

مسيرة الكتابة والأدب

انضم العراب عام 1992م للمؤسسة العربية الحديثة، وبدأ بكتابة أول سلاسله باسم ما وراء الطبيعة في شهر يناير من العام التالي، والتي حققت نجاحًا كبيرًا رغم عدم انتشار أدب الرعب في الوطن العربي، وبدأ في كتابة سلاسل أخرى للمؤسسة نفسها مثل سلسلة سافاري، وسلسلة فانتازيا، وسلسلة روايات عالمية للجيب، غير بعض الأعداد الخاصة وبعض الروايات مثل يوتوبيا، والسنجة لدور نشر أخرى.

يعتبر الكثير أن سلسلة ما وراء الطبيعة أروع أعماله وهي الأكثر انتشارًا، والتي تدور حول رفعت إسماعيل، وهو طبيب أعزب في السبعينات من عمره يعمل طبيبًا محاضرًا لأمراض الدم يروي ذكرياته من الأمور الخارقة للطبيعة، والتي تعرض لها ويشتهر بهذا الأمر أكثر من شهرته بكونه طبيب، حتى أنه في بعض الأحيان يروي أحداثٍ أخرى لم يمر بها لكن وصلته في رسائل، كما أنه ظهر في برنامج إذاعي مصري عن الخوارق اسمه بعد منتصف الليل. يدور معظم السلسلة في إطارٍ من الرعب وبأسلوبٍ ساخر.

أما سلسة فانتازيا، وهي ثاني سلاسل الدكتور أحمد بدأها عام 1995م، وهي الوحيدة التي تتمتع ببطلة نسائية، وتدور السلسلة حول جهاز خيالي يتم تركيبه على الرأس ليتصل بمخ الإنسان فيأخذ من تجاربه ومعلوماته وذكرياته وقراءاته وينتج منها قصة يعيشها من يضع الجهاز.

ثم جاءت سلسلة سافاري والتي بدأها العراب المصري عام 1996م، وتدور عن الطبيب المصري علاء عبد العظيم الذي ترك مصر وذهب ليعمل في الكاميرون ليعمل في وحدة مؤسسة سافاري هناك، وهي منظمة طبية، وتتميز السلسلة بمعلوماتها الكثيرة عن الطب وجغرافيا القارة السمراء وأمراضها وشعوبها وتاريخها، وتناقش السلسلة في الغالب مشاكل القارة السمراء السياسية والتدخلات الأجنبية والأمراض المستأصلة والسحر والديانات الغريبة. 

كما قدم العراب المصري العديد من القصص والروايات المترجمة على سبيل المثال: رحلة إلى مركز الأرض ـ للأديب جون فيرن، وجزيرة الدكتور مورو ـ لهربرت جورج ويلز، ورواية 1984 ـ لجورج أورويل، والدكتور جيكل والسيد هايد ـ لروبرت لويس ستيفنسون، وأليس في بلاد العجائب ـ لتشارلز لوتويدج دودسون، وموبي ديك ـ لهيرمان ملفيل، والفك المفترس ـ لبيتر بينشلي، وغيرهم.

كذلك تُعتبر رواية يوتويبيا واحدة من أشهر ما قدمه الأديب المصري في حياته، والتي تدور حول مصر 2030 وانقسامها لطبقة غنية تعيش في مدينة منعزلة عن بقية الشعب في حراسة أجنبية مشددة، ويعاملون البقية كالحيوانات ويصطادونهم.

رواية السنجة وتدور الرواية حول كاتب مغمور يُدعى عصام الشرقاوي، يذهب ليعيش في دحديرة الشناوي كي يحاول أن يكتب شيئًا واقعيًا ناجحًا، ويحاول أن يتعرف على أهل المنطقة الذين يكرهونه ويحاول تفسير كتبتها كلمة فتاة على جدار بالإسبراي قبل انتحارها أمام قطار، ويفسرها أكثر من تفسير لعدم وضوحها مثل السنجة أو السبحة.

كذلك اشتهر الدكتور أحمد خالد توفيق بكتابة مقالاتٍ سياسية واجتماعية دورية في العديد من الصحف والمجلات العربية المشهورة، استحوذت على متابعة وإعجاب الكثيرين، ووُصفت بأنها تفسر الواقع وتتنبأ بالمستقبل بشكل يوحي بعمق الرؤية عند العراب.

توفى الأديب المصري العراب الدكتور أحمد خالد توفيق في 2 إبريل 2018م عن عمر ناهز 55 عامًا؛ إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به، وكانت من أشهر الجمل الخالدة التي قالها: «في حياة كل إنسان لحظة.. لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى