محليات

هل يمكن أن تتحول الهواتف الذكية وأجهزة الاتصالات إلى قنابل موقوتة؟

في أعقاب التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان مثل “البيجر” وأجهزة “Walkie Talkies”، برزت تساؤلات عن إمكانية تكرار هذه الحوادث مع الأجهزة الإلكترونية الحديثة، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة تنظيم القلب وأجهزة الحواسيب المحمولة. يعتمد كثير من هذه الأجهزة على بطاريات الليثيوم-أيون، ما يزيد من المخاوف حول مدى أمانها وإمكانية استغلالها في هجمات مشابهة.

ما حدث في لبنان:
وفقًا للتقارير، انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية كان يستخدمها عناصر من حزب الله، ما أسفر عن وفاة عشرات الأشخاص وإصابة الآلاف. هذه الأجهزة كانت تعتمد على بطاريات الليثيوم-أيون، التي تعد من أكثر أنواع البطاريات انتشارًا في الأجهزة الحديثة. وفي حين أن هناك احتمالات بأن هذه الانفجارات حدثت بسبب تدخل بشري وتلاعب بتلك الأجهزة، أثيرت المخاوف حول إمكانية حدوث انفجارات مماثلة في الأجهزة الحديثة.

هل يمكن للهواتف الذكية أن تنفجر؟
الهواتف الذكية وأغلب الأجهزة المحمولة تعتمد على بطاريات الليثيوم-أيون، التي يمكن أن تكون عرضة للانفجار بسبب ارتفاع الحرارة أو تلف البطارية. لكن انفجار الهواتف الذكية بشكل عفوي أو جماعي بسبب اختراق أو إشارة لاسلكية يعد أمراً نادراً للغاية. معظم حالات الانفجار التي تحدث تكون نتيجة لمشكلات في التصنيع أو الاستخدام غير السليم، مثل الشحن الزائد أو التعرض لحرارة عالية.

التفخيخ خلال التصنيع:
يبدو السيناريو الأكثر احتمالية هو أن الأجهزة التي انفجرت في لبنان قد تم تفخيخها أثناء عملية التصنيع، بحيث تضمنت مواد متفجرة مخفية. وفقًا لتقارير صحفية، تم تضمين مفاتيح تشغيل عن بُعد لتفعيل هذه المتفجرات. هذه النظرية تجعل حدوث الانفجار متعمدًا وليس نتيجة لخلل تقني. إذا كان هذا التكتيك مطبقًا في الأجهزة الحديثة، فإن تنفيذه يتطلب تدخلاً دقيقًا في سلسلة التوريد، وهو أمر معقد.

هجمات سيبرانية:
من الناحية النظرية، يمكن للقراصنة استغلال ثغرات أمنية في الأجهزة الذكية لتعطيلها أو زيادة سخونة البطاريات، ولكن جعلها تنفجر جماعيًا يتطلب تدخلات على مستوى عميق في البرامج الثابتة للأجهزة. ومع ذلك، تستخدم الهواتف الحديثة تقنيات متقدمة في إدارة الحرارة وأمان البطاريات، مثل أنظمة تبريد مدمجة وطبقات توزيع الحرارة، التي تحد من أي زيادة غير طبيعية في درجة حرارة البطارية.

ما الذي يحدث في حالة الانفجار؟
في الحالات النادرة التي ينفجر فيها هاتف ذكي، غالبًا ما تكون النتائج محدودة مقارنة بانفجارات قنابل حقيقية. انفجار البطارية يؤدي إلى حريق صغير، مع انتشار أجزاء الهاتف، لكن بدون التأثير التدميري الكبير الذي نراه في حوادث التفجير الإرهابية. السبب يعود إلى طبيعة المواد المستخدمة في البطاريات وعدم وجود كميات كبيرة من المتفجرات في تلك الأجهزة.

الخلاصة:
الهجمات المحتملة على الهواتف الذكية أو الأجهزة الحديثة: في حين أن احتمال تفجير الأجهزة الحديثة عن طريق إشارات لاسلكية أو عبر اختراق سيبراني يعد ضئيلاً، يبقى التهديد الحقيقي هو إمكانية التلاعب بالأجهزة خلال التصنيع.
التدابير الوقائية: الأجهزة الحديثة تحتوي على بروتوكولات أمان متقدمة تجعل من الصعب تحويلها إلى قنابل موقوتة. ومع ذلك، تبقى أنظمة الحماية والسياسات الأمنية الصارمة في خطوط الإنتاج ضرورية لضمان الأمان.
توصيات:
تعزيز الرقابة على سلاسل التوريد للشركات التي تصنع الأجهزة الإلكترونية المحمولة.
تطوير أنظمة حماية إضافية لضمان أمان استخدام بطاريات الليثيوم-أيون.
توعية الجمهور حول الاستخدام السليم للهواتف الذكية، وتفادي شحن الأجهزة الزائد أو تعريضها لدرجات حرارة مرتفعة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى