العرب والعالممنوعات

فيروس نيباه.. فترة حضانة تصل إلى 45 يوم وليس له علاج

فاجأ فيروس نيباه العالم في الوقت الذي لم يلبث البشر أن يلتقطوا أنفاسهم من جائحة وباء كورونا المستجد بعد اكتشاف لقاح له مؤخرًا وبداية توزيعه على العالم، حتى ظهر على الساحة وبقوة مخيفة ذلك الفيروس الجديد ليرعب الأطباء قبل المرضى، الفيروس الذي ليس له علاج وتصل نسبة الوفيات بين مصابيه إلى 75%.

َوفي السطور القليلة القادمة نشاركك أهم المعلومات عن الفيروس حتى الآن في محاولة للرد على كافة التساؤلات والمخاوف..

بؤرة ظهور الفيروس

آسيا هي البؤرة الفعلية للفيروس وللكثير من الأمراض المعدية التي أصابت العالم مؤخرًا طبقًا لمناطقها الاستوائية حيث التنوع الحيوي وزيادة مخاطر إنتقال العدوى مع الظروف الجوية والمعيشية المهيئة لظهور فيروسات جديدة، مع الزيادة السكانية وتزايد فرص الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية.

أول ظهور فعلي للفيروس 
كشف الدكتور محمد رحيم، الباحث بكلية الطب وعلوم الحياة بجامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، إن فيروس نيباه المنتشر مؤخرًا ليس بجديد، وإنما ظهر في عام 1998 و1999، وتم تسجيل أول حالة إصابة به في ماليزيا وكان نتيجة انتقاله من الخفافيش إلى الإنسان، وانتقل في مجموعة من الدول مثل سنغافورة وكمبوديا ودول شرق آسيا، وحتى الآن يحدث تسجيل حالات إصابة به نظرًا لانتقاله الواسع بين الخفافيش والإنسان.

وكان تحديدا في قرية ماليزية تسمى نيباه، وانشق اسم الفيروس من اسم القرية، وكان يصيب في الغالب مزارعي الخنازير، الذين كانوا على إتصال بها، وأصاب عند اكتشافه أكثر من 300 شخص في ماليزيا وسنغافورة، وتوفي بسببه أكثر من 100 آخرين، وآثار الفيروس خوف وقلق العديد من الأشخاص خلال الفترة الأخيرة.

الوسيط الناقل للفيروس
الخفافيش هي الوسيط المحتمل لنقل هذا الوباء المميت، وهو فيروس خطير جدًا ينتشر عبر خفافيش الفاكهة تحديدا الموجودة في معظم مزارع الفاكهة، ما يجعل فيروس “نيباه” جائحة جديدة عابرة للقارات وأشد من كورونا ما يضاعف مخاوف العلماء من تفشي وباء جديد.

طريقة انتقال الفيروس

ليس هناك أي دليل علمي على انتقاله من الإنسان إلى الإنسان: فلم يثبت حتى الآن انتقاله بين البشر، وينتقل من الحيوان للإنسان عن طريق المخالطة وتناول طعام ملوث بالفيروس، وهو موجود في الخنازير والخفافيش فقط، وتكمن اكبر مخاوفه أن معدل وفياته العالية، التي وصلت إلى 75%، والسبب الرئيسي لها هو الالتهاب والعظمى.

مكتشف الفيروس حديثا  

تم اكتشاف عودة الفيروس من جديد صدفة أثناء قيام مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي واشارابلوسادي وزملاؤها باكتشاف الكثير من الفيروسات الجديدة في العينات التي جمعوها من آلاف الخفافيش، وكان معظمها فيروسات كورونا، لكنهم اكتشفوا كذاك فيروسات فتاكة قادرة على اجتياز الحاجز بين الفصائل والإنتقال إلى البشر، منها فيروس «نيباه»، الذي تعد خفافيش الثمار العائل الطبيعي له.

ومن جانبها ذكرت واشارابلوسادي: «هذا الفيروس مصدر قلق كبير لأنه ليس له علاج، ومعدل الوفيات الناجم عن الإصابة به مرتفع»، مضيفة «إذ يترواح معدل وفيات فيروس نيباه بين 40 في المئة و75 في المئة، بحسب المكان الذي يتفشى فيه».

فترة حضانة الفيروس

فترة حضانته 45 يومًا ووفق ما ذكر موقع شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن منظمة الصحة العالمية وضعت فيروس نيباه ضمن مسببات الأمراض العشرة الأولى في قائمة مسببات الأمراض التي قد تسبب طوارئ صحية عالمية.

ويسبب طول فترة الحضانة رعب حقيقي لدى الأطباء كونه يتيح الانتشار لأن المصاب لن تظهر عليه أية أعراض خلال فترة طويلة ما يعني تفشي أكبر الوباء.

تشابه بين أعراض كورونا ونيباه

فيما ذكر الباحث بكلية الطب وعلوم الحياة بجامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، أن خطورة الفيروس أنه يبدأ ينتقل من الخفافيش إلى الماعز والأغنام والخنازير، والتي تعد من أخطر الحاملين لهذا الفيروس، مبينًا أن في بداية عام 2020 أو أواخر عام 2019 كان يظن بعض العلمات أن فيروس كورونا هو فيروس نيباه نظرًا لتشابه الأعراض بينهم

كما أن فيروس نيباه أحد الفيروسات المؤثرة أيضًا على الجهاز التنفسي، ومن أعراضه متلازمة تنفسية والتهاب الحلق وآلام في الجسم وتعب عام والتهاب الدماغ، الذي يسبب نوبات التشنج ويفضي إلى الموت.

أيضًا إلتهاب العضلات والإسهال والقئ، وتختلف أعراض الإصابة من لا شيء إلى الحمى والسعال والصداع وضيق التنفس والارتباك، والتهاب المفاصل والجسد والإرهاق العام.

الوضع الحالي للفيروس

ما زال منحصرًا في جنوب وشرق آسيا، والدولة الوحيدة خارج تلك الحدود وتم تسجيل حالات بها هي غانا في أفريقيا، ولكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالات في الشرق الأوسط أو أوروبا.

وأردف، الباحث بكلية الطب وعلوم الحياة بجامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، أن دولة بنجلاديش سجلت حوالي 315 حالة إصابة وتوفي أكثر من 60% من الحالات المصابة، نظرًا لأن الفيروس يتحور سنويًا.

إمكانية تحور كورونا مع نيباه

أوضح الدكتور محمد علي عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية بمصر، فيروس «نيباه» مختلف تمامًا عن «كوفيد 19» ولا يمكن أن يتحور معه نهائيًا، لأنهم سلالتين مختلفتين: «كورونا نوع ونيباه نوع آخر، مفيش تحور بينهم».

ماذا قالت منظمة الصحة العالمية عن فيروس نيباه وعلاجه وانتقاله بين البشر؟

تم الكشف عن فيروس نيباه لأوّل مرّة خلال أوّل فاشية تسبّب فيها المرض في كامبونغ سونغاي نيباه بماليزيا في عام 1998. وقد أدّت الخنازير، في تلك الفاشية، دور الثوي الوسيط.

غير أنّه لم يُسجّل وجود أيّ ثوي وسيط في الفاشيات التي تسبّب فيها الفيروس لاحقًا . وقد أُصيب آدميون بالفيروس في بنغلاديش في عام 2004 بعد استهلاك عصير نخيل لوثّته خفافيش الثمار بالفيروس.

وتم أيضًا توثيق سراية العدوى بين البشر، بما في ذلك في أحد المستشفيات في الهند.

وتتسم العدوى بفيروس نيباه بسمات سريرية تتراوح بين حالات عديمة الأعراض ومتلازمة تنفسية حادة وحالة مميتة من حالات التهاب الدماغ.

وبإمكان هذه العدوى كذلك إحداث حالات مرضية بين الخنازير والحيوانات الداجنة الأخرى. لا يوجد أيّ لقاح لمكافحة العدوى بين البشر ولا بين الحيوانات. ويتمثّل العلاج الأوّلي للحالات البشرية في توفير الرعاية الداعمة بشكل مكثّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى