رحيل الشيخ جابر المبارك : رحلة عطاء في خدمة الكويت
فقدت الكويت اليوم أحد أعمدة قياداتها البارزين، الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 82 عامًا. الشيخ جابر المبارك، الذي يُعد من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ الكويت الحديث، ساهم طوال حياته في بناء الدولة والنهوض بمؤسساتها عبر مسيرته المهنية الحافلة بالعطاء.
بداية المسيرة
وُلد الشيخ جابر المبارك عام 1942، وبدأ مسيرته المهنية عام 1968 في الديوان الأميري، حيث تقلد عدة مناصب إدارية ومالية. بفضل اجتهاده وإدارته الحكيمة، صعد في السلم الوظيفي ليصبح مراقبًا للشؤون الإدارية والمالية، ثم مديرًا للإدارة، ولاحقًا وكيل وزارة مساعد للشؤون الإدارية والمالية.
المناصب السياسية
في 19 مارس 1979، تم تعيين الشيخ جابر المبارك محافظًا لحولي، وهو المنصب الذي مكنه من تقديم خدمات مهمة في تطوير المحافظة. ولاحقًا، في 1985، عُين محافظًا للأحمدي. كما تقلد الشيخ جابر عدة حقائب وزارية، حيث شغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم وزير الإعلام، وكان له دور بارز في تطوير قطاعات الإعلام والشؤون الاجتماعية في البلاد.
الوزارات السيادية
تقلد الشيخ جابر المبارك مناصب وزارية سيادية كانت مفصلية في تاريخ الكويت. ففي 14 فبراير 2001، تم تعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع. وفي 9 فبراير 2006، أُعيد تعيينه في منصب نائب أول لرئيس مجلس الوزراء، وشغل في الوقت ذاته حقيبتي الداخلية والدفاع. استمر في هذه المناصب في عدة تشكيلات حكومية، ما جعل بصماته واضحة في تطوير القطاعين العسكري والأمني.
رئاسة مجلس الوزراء
أبرز المحطات في حياة الشيخ جابر المبارك كانت في نوفمبر 2011، حين تم تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء. تولى هذا المنصب خلال فترة مليئة بالتحديات المحلية والإقليمية، وأدار شؤون الدولة بحكمة واقتدار حتى عام 2019. وخلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء، شهدت الكويت العديد من الإصلاحات الإدارية والاقتصادية، كما قاد جهود التنمية ومواكبة التحديات العالمية.
ختام المسيرة
بوفاة الشيخ جابر المبارك، تفقد الكويت شخصية بارزة قدمت الكثير من أجل رفعة الوطن، وكان له دور كبير في تعزيز مكانة الكويت في الساحة الإقليمية والدولية. تميز الراحل بالحكمة والحنكة السياسية، إلى جانب مساهماته الكبيرة في دفع عجلة التنمية وتعزيز المؤسسات الحكومية.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه والشعب الكويتي الصبر والسلوان