علوم وتكنولوجيامنوعات

دراسة جديدة تحذر: السمنة تقلل فعالية المضادات الحيوية

كشفت مراجعة منهجية جديدة أجراها فريق من الباحثين الطبيين أن السمنة قد تؤثر على فعالية المضادات الحيوية لدى البشر، مما يؤدي إلى تعرض الجسم لجرعات زائدة أو غير كافية من الأدوية.

وتهدف هذه المراجعة، التي نُشرت في مجلة The Lancet Infectious Diseases في 15 مايو، إلى “جمع الأدلة اللازمة لتوجيه تعديلات جرعات المضادات الحيوية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة.” ووصف الباحثون دراستهم بأنها مراجعة شاملة وممنهجة للأدبيات الطبية المتعلقة بالجرعات الدوائية والمضادات الحيوية.

وأوضح الباحثون أن السمنة تؤثر على طريقة توزيع المضادات الحيوية في الجسم، نتيجة التغيرات الفسيولوجية مثل تكوين الجسم أو ضعف وظائف بعض الأعضاء.

وأشارت المراجعة إلى أن “زيادة الكتلة العضلية والدهنية قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في حجم توزيع الدواء، مما قد يؤدي إلى انخفاض تركيز الدواء في الأنسجة.”

وقال مهديار اتمينان، خبير في علم وبائيات سلامة الأدوية في شركة EpiLytics Consulting، والذي لم يشارك في البحث لكنه راجع الدراسة، إن المرضى الذين يعانون من السمنة “يحتاجون إلى جرعات أعلى من المضادات الحيوية بسبب زيادة كتلة الأنسجة في أجسامهم.”

وأضاف: “نحتاج إلى كميات أكبر من الدواء للوصول إلى الأنسجة، ما يعني عادة جرعات أعلى من تلك المستخدمة مع المرضى غير المصابين بالسمنة، ويُفضل استخدام مضادات حيوية تتمتع بقدرة عالية على اختراق الأنسجة مقارنة بتلك القابلة للذوبان في الماء فقط.”

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات لأشخاص تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر، ويزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 30.

وأوضح اتمينان أن الاختلاف الرئيسي يكمن في كيفية استجابة مستقبلات الجسم للأدوية، مضيفاً: “عند وجود كتلة جسم أعلى، يحتاج الدواء إلى الوصول إلى مزيد من الأنسجة مقارنة بالمريض العادي، ما يتطلب غالباً جرعات أكبر ومضادات أكثر اختراقاً، فضلاً عن الأخذ في الاعتبار عدة معايير أخرى.”

وركز الباحثون في تحليلهم على عدة فئات من المضادات الحيوية وتأثير الوزن على امتصاصها، وتبين أن بعض هذه الفئات لا تحتاج إلى تعليمات خاصة بناءً على الوزن.

فعلى سبيل المثال، المضادات الحيوية من نوع β-lactam، والتي تُستخدم عادة لعلاج مجموعة واسعة من العدوى البكتيرية الحادة، لا تتطلب تعديلات روتينية في الجرعة، على الرغم من أن السمنة تؤثر على خصائصها الدوائية.

لكن المراجعة حذّرت في الوقت ذاته من أن الجرعات الزائدة من هذه الأدوية قد تؤدي إلى تركيزات سامة وآثار جانبية.

في المقابل، أوصت المراجعة بضرورة اتباع إرشادات محددة لجرعات السمنة عند استخدام مضادات حيوية مثل الأمينوغليكوزيدات (aminoglycosides) والغلايكوببتيدات (glycopeptides)، والتي تُستخدم غالباً في علاج حالات العدوى الشديدة.

وشددت على أهمية مراقبة مستويات الدواء في الدم ومعدل تصفية الكرياتينين لضبط جرعات العلاج في هذه الفئات.

وأشارت المراجعة إلى أن البيانات التجريبية المتاحة لا تزال محدودة، وبالتالي فإن المراقبة العلاجية قد تكون مفيدة لضبط الجرعة بشكل فردي حسب حالة كل مريض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى