خطة ترامب للسلام في غزة تثير الجدل

رغم ما اعتُبر تقدمًا دبلوماسيًا تاريخيًا خلال الزيارة الخاطفة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ما زالت خطة السلام المقترحة لغزة تثير جدلًا واسعًا بسبب غموض تفاصيلها وعدم وضوح مصير الفلسطينيين والضفة الغربية المحتلة.
وحقق ترامب، خلال زيارته إلى إسرائيل ومصر، ما وصفه بـ“الانتصار الكبير” بعد إطلاق سراح الرهائن في غزة، لكنه تجنب التطرق إلى العقبات التي تواجه مسار السلام.
وقال على متن الطائرة الرئاسية لدى عودته إلى واشنطن: “سأقرر ما أراه مناسبًا لمستقبل غزة والفلسطينيين بالتنسيق مع الدول الأخرى”، مضيفًا: “نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة، وليس عن دولة واحدة أو دولتين”.
وعند عودته إلى البيت الأبيض، دعا ترامب حركة حماس إلى تسليم جثث الرهائن الذين قضوا في غزة، مهددًا بـ“نزع سلاحها” إذا لم تفعل ذلك طوعًا وفقًا لبنود خطته.
ووقع ترامب مع قادة مصر وقطر وتركيا إعلانًا بشأن غزة يتعهد “بالسعي لتحقيق رؤية للسلام”، غير أن دبلوماسيين وصفوه بأنه إعلان نوايا غامض يفتقر إلى تفاصيل التنفيذ.
وتشمل الخطة المكونة من 20 بندًا إنشاء قوة أمنية دولية وهيئات حكم جديدة في غزة تستثني حماس، من دون تحديد آلياتها.
وقالت منى يعقوبيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن “الجزء الأسهل فقط هو ما تحقق حتى الآن”، مؤكدة أن تحويل الصراع إلى نموذج سلام دائم “يتطلب تفاصيل أوضح بكثير مما ورد في الخطة”.
أما غيث العمري، المستشار السابق للمفاوضين الفلسطينيين، فحذر من محدودية فرص نجاح الخطة، مشيرًا إلى أن “ترامب يتمتع بحس جيد في التوقيت، لكن من الصعب توقع استمرار الانخراط الأميركي بالمستوى نفسه”. وأضاف أن ضعف القيادة الفلسطينية الحالية، ولا سيما الرئيس محمود عباس البالغ 89 عامًا، يزيد من صعوبة تحقيق أي تقدم.
وفي ما يخص الضفة الغربية، اعتبرت باربرا ليف، نائبة وزير الخارجية الأميركية السابقة، أن ترامب “تجنب الخوض في العنصر المفقود، أي كيفية انسجام الاتفاق مع حل الدولتين”، موضحة أن الخطة تلمّح إلى إمكانية فتح مسار لتقرير المصير، لكنها تبقى “غامضة للغاية”.
ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينية، في وقت حذر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن تسارع بناء المستوطنات في الضفة الغربية يشكل تهديدًا وجوديًا لدولة فلسطين، بينما يبقى مستقبل الأراضي المحتلة غامضًا وسط تركيز الجهود على اتفاق غزة.



