علوم وتكنولوجيا

تعرف على الأثار النفسية لمرضى السكرى

الإصابة بمرض السكري لها آثارها السلبية على الصحة النفسية والمزاجية للمريض، حيث غالبًا ما يشعر المريض بصعوبة فى التكيف مع هذا المرضى الذى يثبت فى ذهنه فكرة أنه سيصبح شخصاً مصاب بهذه الحالة مدى الحياة، بخلاف حرمانه من أشياء كثيرة يرغب فيها بشدة.

غالبًا ما يكون للأشخاص الذين يعانون من أنواع مختلفة من مرض السكري احتياجات نفسية واجتماعية مميزة، لأن محاولة التكيف مع المرض يمكن أن تؤثر على العلاقات والعمل والحياة الاجتماعية والحالة النفسية للمريض، مع ما يترتب على ذلك من تأثير على نوعية الحياة بشكل عام.

يمكن أن تؤدي المراقبة المستمرة واتباع نظام غذائي صحي وإيجاد وقت لممارسة الرياضة إلى تحسين الصحة العقلية والعاطفية وبالتالى يؤثر ذلك على تحسين الحالة النفسية للمريض.

قد يكون العكس صحيحًا أيضًا فإن الشعور بالاكتئاب أو القلق يمكن أن يؤدي إلى ضعف السيطرة على مرض السكري، وقد تم إثبات ذلك في العديد من الدراسات التى قامت على ذلك.

الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب بنسبة تصل إلى ثلاث مرات من الأشخاص العاديين، ويمكن أن تكون هذه الأعراض منهكة، ومع ذلك فإن أقل من 15٪ من مرضى السكري فقط يحصلون على الدعم النفسي اللازم، على الرغم من أن الدعم النفسي يحسن الصحة النفسية بنسبة 25٪.

يمكن أن يؤدي ضعف الصحة النفسية والعاطفية إلى الشعور بالاكتئاب والخمول وبالتالي تقل احتمالية ممارسة الرياضة، وغالبًا ما يتأثر النظام الغذائي أيضًا بأطعمة أقل صحية، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يتأثر النوم حيث أن مشاكل النوم هي أحد أعراض الاكتئاب، مما قد يكون له تأثير خطير على نوعية الحياة بشكل عام.

تتمثل أعراض الاكتئاب فى الإحساس بأشياء كثيرة مثل الشعور بالحزن وعدم الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة اليومية وعدم القدرة على النوم والاستيقاظ المبكر والتعب ونقص الطاقة وفقدان الشهية وانعدام الثقة والأفكار المتكررة عن الموت والانتحار والاضطراب العاطفى.

قد يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري أيضًا من اضطرابات نفسية مرتبطة بالمرض نفسه، وتشمل هذه الأعراض المرتبطة بالسكري مثل القلق المستمر بشأن مستويات السكر في الدم أو خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري، والشعور بالغضب فى التعايش مع مرض السكري، والشعور بالذنب عند الخروج عن المسار الصحيح لإدارة الرعاية الذاتية لمرض السكري.

يمكن أن يساعد تحديد أسباب أعراض الاكتئاب المرتبطة بالسكري من خلال المناقشة مع الطبيب ليمكنه تحديد رعاية المتابعة الأنسب التي ينبغي تقديمها لكل مريض.

على سبيل المثال الإحالة للاستشارة أو العلاجات الكلامية الأخرى أو التثقيف حول مرض السكري، يمكن أن يساعد بشكل كبير مريض السكرى إذا تم تقديم الدعم المناسب.

ركزت جميع الدراسات السابقة على أهمية الصحة العقلية والنفسية الجيدة لمرضى السكرى، ودعت إلى اتباع نهج شامل لرعاية الأشخاص المصابين بمرض السكري والذي يشمل مراعاة الرفاهية العقلية والعاطفية والتى تؤثر على الصحة النفسية وكذلك الصحة البدنية، بما في ذلك الحصول على الدعم النفسي والعاطفي، وأن تلقي رعاية أكثر تكاملاً من شأنه تحسين النتائج ونوعية الحياة، ومن شأنه أيضًا تقليل تكاليف الرعاية الصحية لاحقًا.

خدمة تحسين الوصول إلى العلاجات النفسية يجب أن تكون هذه الخدمة متاحة لجميع مرضى السكرى الذين تم تحديد أنهم يعانون من أعراض الاكتئاب، وتتكون هذه الخدمة من علاجات التحدث مثل العلاج السلوكي المعرفى استنادًا إلى الأدلة الموجودة، باستخدام مجموعات النشاط البدنى، والمقابلات التحفيزية، والعلاج الجماعي أو الأسري.

يفضل بعض الناس الدعم الجماعي بدلاً من الدعم الفردي لأنه يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء ومشاركة القصص ومحاربة الشعور بالعزلة.

وجدت مراجعة منهجية حديثة للدراسات التي تبحث في تأثير العلاجات المختلفة على مرضى السكري أن التدخلات النفسية والدوائية كان لها تأثير معتدل على أعراض الاكتئاب، ولكن لم يكن لها تأثير على نوعية الحياة.

غالبًا ما يكون هناك نقص في الثقة في الحديث عن الاكتئاب أو غيره من المشاكل النفسية والعاطفية من جانب كل من الطبيب العام والشخص المصاب بالسكري.

غالبًا ما يُنظر إلى علاج مرض السكري وعواقبه الفسيولوجية على أنه الأولوية الرئيسية للرعاية، ولكن قد يكون طلب المساعدة في المشكلات النفسية أمرًا صعبًا.

يمكن أن تؤثر اللغة المستخدمة في العلاجات السريرية أيضًا على المريض نفسياً، حيث يمكن أن يؤدي استخدام كلمات مثل “الالتزام” أو “الامتثال” للعلاج إلى آثار سلبية خطيرة، وعلى العكس من ذلك فإن استخدام الكلمات غير التمييزية يمكن أن يفتح المحادثات وتساعد في تحديد الاحتياجات الخاصة لمريض السكري.

يمكن أن يكون لمرض السكري تأثير نفسي وعاطفي خطير ، ويمكن أن يؤثر على إدارة الذات بالإضافة إلى جودة حياة الفرد، كما يمكن أن تحدث مجموعة من المشاكل النفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق والضيق المرتبط بمرض السكري.

لقد اعترف مقدمو خدمات رعاية مرضى السكري بمدى هذه المشكلة ودعوا إلى اتباع نهج شامل للرعاية يشمل النظر في كل من الصحة البدنية والعقلية، كما أوصوا بمعالجة الصحة النفسية في الاستشارات السريرية بحيث يتم تقديم الرعاية الأكثر ملاءمة والتي تركز على الصحة النفسية الشخص إلى جانب المرض نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى