ترجمة برواز: كيف يتأثر الأطفال بحديث الوالدين معهم؟

ترجمة ـ برواز
ربما في الوقت الحالي أصبح من المعتاد أن ترى مجموعة من الأطفال منشغلين بالأجهزة اللوحية والآباء منشغلون في أمور آخرى، كل من الطرفين يقضي أوقاته بمعزل عن الطرف الآخر، هذا وإن كان يساعد في قضاء أوقات الفراغ دون إزعاج، لكن دراسة جديدة من جامعة روتجرز، نُشرت في مجلة طب الأطفال التنموي والسلوكي، أثبتت أن الهدوء والاستقرار في العائلة يأتي بمشاركة الآباء للأطفال في القراءة.
وفقًا للدراسة، التي يقودها أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة روتجرز روبرت وود جونسون، يُدعى جيمينيز، أن الآباء الذين يقرؤون بانتظام للأطفال الصغار لا يتميزون بأنهم أقل قسوة بشكل عام وفقط، بل أن التأثير يمتد إلى الأطفال أيضًا فيصبحون أقل عرضة للتأخر الذهني أو فرط النشاط، وتساعد على تربية الأطفال بطريقة أفضل بشكل كبير.
هذه النتائج هي جزء من سلسلة طويلة من الأبحاث حول ضرورة التفاعلات بين الآباء والأبناء، فبما أن 80% من نمو الدماغ يحدث خلال السنوات الثلاث الأولى من الحياة، وكذلك فإن الأطفال الذين يستمعون أكثر إلى آبائهم يتعلمون المزيد من الكلمات في سن الثانية، كما أن الأطفال الذين يتم التحدث إليهم يعانون من صعوبات أقل في التعلم خلال السنوات الست المقبلة في حياتهم.
هناك أدلة علمية على أن التواصل مع الأطفال داخل الرحم قد يحدث فرقًا، وذلك في آخر 10 أسابيع قبل الولادة، إلا أن الدراسات أكدت أيضًا أن الأطفال يهتمون بالأصوات التي يسمعونها من الآباء منذ اليوم الأول، وذلك يساعدهم على تطوير المفردات اللغوية لديهم بشكل أسرع، فأصوات الهذيان التي تصدرها الأطفال ليست عشوائية، لكنها طريقتهم في محاولة محاكاة والديهم من خلال تشكيل أفواههم في محاولة لمطابقة الأصوات التي يسمعونها.
حتى غناء الأم لطفلها لها هدف مهم، وذلك من خلال مد المقاطع الصوتية بطريقة لحني، والتي يتم عن طريقها الاحتفاظ بانتباه الطفل لفترة أطول، يستطيع الرضيع بعد ذلك تحديد المقاطع الموسيقية بطريقة أكثر سهولة، مما يساهم في تكوين المفردات الأساسية لديهم في اللغة.
فكما أظهرت الأبحاث أن البالغين الذين يقرأون هم أكثر ذكاءً وتعاطفًا، حيث أن القراءة ساعدت في تكوين شخصيات أفضل، فمن المنطقي أن يكون الأطفال الذين تتم القراءة لهم هم أقل قلقًا وأكثر انسجامًا مع محيطهم، بالإضافة إلى أن الآباء الذين يقرأون لأطفالهم سيكونون أقل قسوة عليهم؛ نظرًا لأن هناك درجة كبيرة من التفاعلية بين الوالدين والطفل تساعد على تنظيم التعامل العاطفي بينهم.
وينصح الباحثون أيضًا بضرورة ألا يقتصر الأمر في الحديث مع الأطفال على توجيه الأوامر لهم فحسب كما يحدث في المناطق الأقل ثقافة، يجب أن يكون الحديث معهم مليء بالعواطف والحب لأن ذلك سيساهم بشكل أكبر على جعلهم أكثر اتزانًا من الناحية النفسية.



