علوم وتكنولوجيا

المضادات الحيوية والخلايا الجذعية تعالج التهابات العظام

يصعب علاج التهابات العظام وعادة ما تتطلب دورة طويلة من العلاج بالمضادات الحيوية، في دراسة جديدة اكتشف باحثون من جامعة كانازاوا اليابانية أن التهابات العظام المرتبطة بالزرع يمكن علاجها بشكل فعال من خلال العلاج التوليفي الذي يتكون من المضادات الحيوية والخلايا الجذعية المحملة بالمضادات الحيوية.

غالبًا ما تتطلب كسور العظام عمليات جراحية لتحقيق الاستقرار والشفاء الفعال للعظم المكسور، ومع ذلك يمكن أن تسبب هذه العلمليات التهابات خطيرة في العظام، والتي لا يمكن إدارتها إلا بعلاج طويل بالمضادات الحيوية، وهذا بدوره ينطوي على مخاطر المساهمة في تطوير البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

بينما تُبذل حاليًا جهود كبيرة لتطوير مضادات حيوية جديدة تغطي هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، كان هناك مسار مختلف لدراسة تأثيرات المضادات الحيوية للخلايا الجذعية، نوع واحد هو ما يسمى بالخلايا الجذعية اللحمية التي تتواجد بشكل طبيعي في نخاع العظام والأنسجة الدهنية، من بين أنواع أخرى، والتي ثبت أنها تمتلك خصائص مضادة للميكروبات.

يقول الدكتور تامون كاباتا  الذى قام بهذه الدراسة، تتمتع الخلايا الجذعية المشتقة من الدهون أو ADSCs بميزة تتمثل في كونها وفيرة في الأنسجة الدهنية تحت الجلد، وبالتالي يمكن حصادها بسهولة، كان الهدف من دراستنا هو التحقيق في الآثار العلاجية لـ ADSCs بالاشتراك مع المضاد الحيوي سيبروفلوكساسين في نموذج حيواني لعدوى العظام المرتبطة بالزرع.

ركز الباحثون أولاً على تأثيرات المضاد الحيوى سيبروفلوكساسين على ADSCs ووجدوا تحميلًا فعالاً يعتمد على الوقت لـ ADSCs مع المضاد الحيوي في الـ 24 ساعة الأولى مع عدم وجود آثار سلبية للسيبروفلوكساسين على وظيفة الخلايا الجذعية أو قابليتها للحياة.

بعد ذلك اختبر الباحثون النشاط المضاد للميكروبات لـ ADSCs المحملة بالمضادات الحيوية في المختبر ووجدوا أنها قللت بشكل فعال من نمو بكتيريا S. aureus، وهي أيضًا الميكروب الرئيسي المسبب للعدوى المرتبطة بزرع العظام.

قام الباحثون باختبار ذلك على الفئران، الذين حصلوا على عظام مزروعة باستخدام مسامير مغلفة ببكتيريا S. aureus. أصيبت الفئران بالتهاب العظم بعد 7 أيام من الجراحة، بعد ذلك قام الباحثون بتقسيم الحيوانات وإعطاء كل واحد منهم علاج مختلف عن الآخر حتى تظهر النتائج المختلفة على الحيوانات، قاموا بإعطاء أحدهما ADSCs محملة بالمضاد الحيوى سيبروفلوكساسين، وآخر ADSCs وحدها، وآخر سيبروفلوكساسين بمفرده، ومنهم من لم يعطوه علاج على الإطلاق، نظرًا لأن التهاب العظم يمكن أن يؤدي إلى تورم الأنسجة الرخوة وتكوين الخراج في موقع الإصابة، ثم قام الباحثون بتحديد مدى انتشار المرض في الحيوانات ووجدوا أن ADSCs فقط المحملة بسيبروفلوكساسين تم تقديمها كعلاج فعال.

باستخدام طريقة التصوير المقطعي المحوسب لتصور العظام المصابة، وجد الباحثون كذلك أن سيبروفلوكساسين المحمل بـ ADSC قلل من ظهور انحلال العظام أو تدهور العظام، وهو أمر مهم ليس فقط لصحة العظام، ولكن أيضًا لاستقرار الزرع لمن يحتاج إليه من المرضى.

يقول الدكتور كاباتا أن هذه نتائج تعد مذهلة وتُظهر كيف يمكن تحميل المضادات الحيوية بفاعلية ADSCs لممارسة تأثير قوي مضاد للميكروبات، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى علاج جديد محتمل لالتهاب العظم المرتبط بالزرع، والذي عادة ما يكون العلاج التقليدي بالمضادات الحيوية فقط غير كافٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى