الإيرانيون يحيون ذكرى احتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة
احتشاد المئات في طهران وسط تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل
في 4 نوفمبر 1979، شهدت إيران حدثاً تاريخياً أدى إلى تغييرات جذرية في العلاقات الإيرانية الأمريكية. حيث اقتحم مجموعة من الطلاب الثوريين السفارة الأمريكية في طهران، مما أدى إلى احتجاز 52 دبلوماسياً وموظفاً كرهائن لمدة 444 يوماً. في هذا السياق، احتشد المئات من الإيرانيين يوم الأحد في الذكرى الـ45 لهذا الاقتحام، في تظاهرات أظهرت مشاعر معادية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.
تجمع المتظاهرون أمام مبنى السفارة السابقة في طهران، حاملين الأعلام الإيرانية والفلسطينية وأعلام حزب الله اللبناني. وقد رفعوا لافتات تحمل شعارات مثل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل” باللغتين الفارسية والإنجليزية، وأحرق بعضهم الأعلام الأمريكية والإسرائيلية. كما بثت وسائل الإعلام الرسمية الأناشيد الثورية التي تندد بما يعتبره الإيرانيون “جرائم” الولايات المتحدة ضد بلادهم.
خلال هذه التظاهرات، انتقد قائد الحرس الثوري حسين سلامي السياسة الأمريكية والإسرائيلية، مشدداً على أن تلك الدول لا يمكنها الاستمرار في “قتل المسلمين وارتكاب المذابح”. وأكد في كلمته أن إيران سترد بشكل قوي إذا لم تغير هذه الدول من سلوكها.
السياق التاريخي:
عودةً إلى عام 1979، فقد اقتحم الطلبة الثوريون السفارة الأمريكية بدعوى أنها “وكر جواسيس”، مطالبين بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يتلقى العلاج من السرطان في الولايات المتحدة. وأدى اقتحام السفارة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي لا تزال مجمدة حتى اليوم.
تحل الذكرى هذا العام في ظل تصعيد تشهده المنطقة، حيث تخوض إسرائيل حرباً ضد حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وهما تنظيمان مدعومان من طهران. وفي تطور ملحوظ، أكد الجيش الإسرائيلي في 26 أكتوبر 2024، أنه قام بضرب أهداف عسكرية في إيران، رداً على الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل.
وفي إطار التصعيد، أعلنت الولايات المتحدة عن نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك وسائل دفاعية ضد الصواريخ البالستية، ومقاتلات، وقاذفات، في خطوة تهدف إلى “الدفاع عن إسرائيل” وتحذير إيران.
إحياء هذه الذكرى يشير إلى استمرار التوترات بين إيران والولايات المتحدة، ويعكس العلاقات المتدهورة التي لا تزال تؤثر على الاستقرار الإقليمي. التظاهرات التي شهدتها إيران تعبر عن مشاعر قوية تجاه السياسة الأمريكية، بينما تتجه الأنظار إلى كيفية تطور الأوضاع في المنطقة مع استمرار الصراعات المتزايدة.