علوم وتكنولوجيا

الإتحاد الأوروبي يهدد أسترازينيكا وفايزر المنتجان للقاح كورونا

قام مسؤولون في الاتحاد الأوربي بتهديد شركات تصنيع اللقاحات “أسترازينيكا” و”فايزر” باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم، وفرض ضوابط على تصدير الجرعات المنتجة في الكتلة بسبب تأخر تسليم اللقاحات للدول الأوروبية، الأمر الذي قد يبطئ من تعافي الاتحاد الأوروبى من الوباء.

ووفقاً لتصريح مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، أنه لن تتمكن شركة “أسترازينيكا” من تقديم عدد جرعات لقاحها التي وعدت بها للدول الأوروبية كما كان متفق عليه، وهو ما يعرض خطط التلقيح الحكومية للدول الأوروبية للخطر.

وتأتي هذه الأنباء بعد أن قالت شركة “فايزر” إنها سلّمت جرعات لقاح عددها أقل مما كان متوقعاً الأسبوع الماضي.

وأعربت مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي ستيلا كيرياكيدس، عن استيائها من المحادثات مع شركة “أسترازينيكا”، حيث قالت إن الشركة المصنعة للأدوية تعتزم توفير جرعات أقل بكثير في الأسابيع المقبلة مما أعلن عنه وتم الاتفاق عليه، مشيرة إلى أن المحادثات معهم مازالت مستمرة بهذا الشأن.

بينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال اجتماع افتراضي للمنتدى الاقتصادي العالمي إن أوروبا استثمرت المليارات للمساعدة في تطوير أول لقاحات كوفيد 19 في العالم، لمصلحة عالمية حقيقية، والآن يجب على الشركات أن تسلم الجرعات المتفق عليها من اللقاحات، ويجب عليهم الوفاء بالتزاماتهم.

مع هذا التأخير فى تسليم اللقاحات، ستضطر دول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت على اللقاحات لكبح جماح الأزمة الصحية وتحفيز اقتصاداتها إلى تعديل خططها.

وقال نائب وزير الصحة الإيطالي بييرباولو سيليري، فى حوار تليفزيونى، إن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً سيتم تطعيمهم بعد 4 أسابيع من الموعد المخطط له نتيجة للتأخيرات.

مضيفاً: “بحلول الخريف يمكننا تطعيم ما يصل إلى 45 مليون إيطالي، لكنني لا أؤمن بهذه الشركات، فأنا أريد أن أرى اللقاحات”، وقد هددت إيطاليا باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركات الأدوية.

وقد طلب الاتحاد الأوروبي 300 مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا”، والتي يمكن الموافقة عليها للاستخدام في أقرب وقت هذا الأسبوع، مع خيار شراء 100 مليون جرعة إضافية.

من جهتها قالت الشركة المنتجة إن مشكلة في التصنيع هى من عرقلت الإنتاج، مضيفة في بيان: أنه رغم عدم وجود تأخير مجدول لبدء شحنات لقاحنا، في حالة حصولنا على الموافقة في أوروبا، فإن الأحجام الأولية ستكون أقل مما كان متوقعاً لها في الأصل بسبب انخفاض الإنتاج في موقع تصنيع ضمن سلسلة التوريد الأوروبية الخاصة بنا.

وصرحت الشركة بأنها سنقوم بتزويد الاتحاد الأوروبي بعشرات الملايين من الجرعات في فبراير ومارس من هذا العام، حيث تواصل زيادة أحجام الإنتاج.

كما قالت شركة “فايزر” الأمريكية في 15 يناير الجارى إنها ستقدم جرعات أقل مما خطط له الأسبوع الماضي، نتيجة قيامها بتحديث منشآتها التصنيعية في مدينة بورس البلجيكية.

وقالت شركة الأدوية إنها ستظل قادرة على تلبية أهداف الربع الأول من هذا العام، ونتيجة للتغييرات في مصنعها في بلجيكا ستكون قادرة على إنتاج ملياري جرعة بحلول نهاية عام 2021، أي أعلى بـ1.3 مليار جرعة مما كان قد خطط له سابقاَ.

وصرحت شركة “فايزر” إنها ستعود إلى جدول تسليمها الأصلي للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع مرة أخرى.

ويشعر خبراء سلاسل التوريد بالاتحاد الأوروبى بقلق أكبر تجاه الأخبار الواردة من شركة “أسترازينيكا”، نظراً لالتزام الشركة الأخيرة بزيادة الإنتاج قريباً.

كما أن لقاح “أسترازينيكا” الذي تم تطويره مع جامعة “أكسفورد”، يعد توزيعه أسهل أيضاً لأنه يمكن تخزينه في درجات حرارة أعلى من لقاح “فايزر” الذى يحتاج درجة برودة عالية جداً.

وقال بوراك قزاز أستاذ إدارة سلسلة التوريد في جامعة “سيراكيوز”، إن التأخير لمدة أسبوع أو أسبوعين ليس مشكلة كبيرة، رغم أنه يتفهم جيداً أن التأخير قد يكلف الأرواح، كما أضاف أن نطاق المشكلات التي تواجه “أسترازينيكا”، والتي تبدو أكثر خطورة، ستتضح في الأسابيع المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى