سياحة

إكتشاف أثرى كبير فى مصر يعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أنه تم إكتشاف عشرات التوابيت والمومياوات الخشبية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام في معبد قديم بالقرب من القاهرة في منطقة آثار سقارة القريبة من أهرامات الجيزة.

وقد أعلنت البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز زاهي حواس للمصريات بمكتبة الإسكندرية عن إكتشافات أثرية مهمة تعود إلى الدولة القديمة والحديثة، وكذلك العصور المتأخرة، بحسب ما أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار عبر منشور على حسابها الرسمي في فيسبوك.

وأشار عالم الآثار المصرية ورئيس البعثة زاهى حواس، عن تفاصيل الكنوز التي عُثر عليها في مقبرة سقارة، إلى أن هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة، وخاصة خلال الأسرتين 18 و19 من الدولة الحديثة، وهي الفترة التي عُبد فيها الملك “تتي”، وكان الدفن يتم في ذلك الوقت بالمنطقة المحيطة بهرمه، وفقاً للمنشور.

كما عثرت البعثة على المعبد الجنائزي الخاص بالملكة “نعرت” زوجة الملك “تتي”، والذي تم الكشف عن جزء منه خلال الأعوام السابقة للبعثة، بالإضافة إلى تخطيط المعبد، إلى جانب ثلاثة مخازن مبنية من الطوب اللبن، في الجهة الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة.

وعُثر أيضاَ على 52 بئراً يتراوح عمقها بين 10 إلى 12 متراً، وتحتضن أكثر من 50 تابوتاً خشبياً من عصر الدولة الحديثة.

وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها العثور على توابيت يعود عمرها إلى ثلاثة آلاف عام بمنطقة سقارة.

وكانت هذه التوابيت ذات هيئة آدمية، ويتزين سطحها بالعديد من المشاهد للآلهة التي كانت تُعبد خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى، والتي تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر.

وقد عثرت البعثة داخل الآبار أيضاً على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية، و تماثيل على هيئة المعبودات، إضافةً إلى كشف فريد من نوعه، إذ عثرت البعثة على بردية يصل طولها إلى أربعة أمتار، وعرضها إلى متر واحد، وتمثل البردية الفصل السابع عشر من كتاب الموتى.

وتضمن الكشف أيضاً مجموعة من الأقنعة الخشبية، ومقصورة مخصصة لإله الجبانة “أنوبيس”، بالإضافة إلى العديد من الألعاب التي كان يلعب بها المتوفى في العالم الآخر، مثل لعبة “السنت” التي تشبه الشطرنج حالياً، ولعبة “العشرين” التي سُجل عليها اسم الشخص الذي كان يلعب بها.

وعُثر أيضاً على فأس مصنوعة من البرونز تدل على أن صاحبها كان أحد قادة الجيش في عصر الدولة الحديثة، والعديد من اللوحات المنقوشة عليها مناظر للمتوفى وزوجته، وكتابات بالهيروغليفية، ومن أجملها لوحة من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ تتزين بمشهد متوفى يدعى “خو بتاح” وزوجته “موت ام ويا”.

ويبين الصف العلوي من اللوحة المتوفى وزوجته في وضع تعبدي أمام المعبود “أوزير”، ويُظهر الصف السفلي المتوفى جالساً وزوجته خلفه، وتحت كرسي الزوجة تظهر إحدى بناتهما جالسة، وتقرب إلى أنفها زهرة اللوتس، ويزين رأسها بالقمع العطري.

ويوجد أمام الزوجين ستة من الأبناء على صفين، وبالصف العلوي ثلاثة من بناتهما يجلسن على الأرض ويقربن زهرة اللوتس من أنفهن، ويغطين رؤوسهن بأقماع العطر، وأما الصف السفلي فيتضمن ثلاثة من الأبناء الذكور في وضع الوقوف أمام الملك وزوجته.

وأكتشفت البعثة أيضاً كميات كبيرة من الفخار الذي يعود إلى الدولة الحديثة، ومنه فخار يثبت العلاقات التجارية بين مصر، وكريت، وسوريا، وفلسطين.

وأوضح الدكتور زاهى حواس أن هذا الكشف يؤكد أن منطقة آثار سقارة لم تستغل في الدفن خلال العصر المتأخر فقط، بل في الدولة الحديثة أيضاً، وأن هذا الكشف سيعيد كتابة تاريخ سقارة في عصر الدولة الحديثة

كما أشار الدكتور حواس إلى أن البعثة كشفت عن مقصورة ضخمة من الطوب اللبن تعود إلى عصر الدولة الحديثة، وهي تحتوي على بئر يصل عمقها حتى الآن إلى 24 متراً، ولم يتم الوصول بعد إلى نهايتها، ومن المتوقع أن تنتهي بالوصول إلى حجرة للدفن.

وأكد حواس أن هذا الكشف يعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية لعام 2021، وأنه سوف يجعل سقارة، إلى جانب الإكتشافات الأخرى مقصداً سياحياً وثقافياً مهماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى