منوعات

أمريكا تحتفي بـ “حفيد العبيد” بيرسي جوليان.. أحد أعظم المخترعين

تخصص الولايات المتحدة شهر فبراير من كل عام للإحتفال بتاريخ الأمريكيين من أصول أفريقية والإحتفاء بهم وتكريمهم على مساهماتهم العظيمة التي قدموها في تاريخ الولايات المتحدة.

واختار موقع “شير أمريكا” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن يحتفي هذا الشهر بالخبير المختص في الكيمياء الاصطناعية، بيرسي جوليان.

أثبتت بيرسي أنه مختلف عن الجميع فبدلا من أكل فول الصويا حوله لعلاج بالوقت الذي كان الكثيرون لا يرون في فول الصويا إلا مجرد حبات من البقول، رأى بيرسي جوليان مختبرًا كاملا.

وتمكن من استخراج من فول الكالابار، علاجًا الغلوكوما أو المياه الزرقاء، المسبب الرئيسي للعمى بين كبار السن.

وكان تعامله مع فول الصويا داعمًا لكل إنتاجه من حقن الهيدروكورتيزون لعلاج التهاب المفاصل إلى مثبطات الحرائق المستخدمة على حاملات الطائرات في الحرب العالمية الثانية.

قال جوليان ذات مرة عن الكالابار، وهي بقول سامة: “كانت حبة فاصوليا أرجوانية جميلة عندما حصلت عليها لأول مرة. ولكنها ليست جميلة فقط في مظهرها، بل أيضًا في المختبر لما تحتوي عليه بداخلها.”

أصبح جوليان واحدًا من أعظم المخترعين في أمريكا في منتصف القرن العشرين، حيث حصل على حوالى 130 براءة اختراع كيميائية، وتغلب على التمييز التعليمي والمهني، ووفقا لمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة، ساعد في تمهيد الطريق لعلماء المستقبل من خلفيات الأقليات.

التغلب على التمييز

ولد جوليان، حفيد الرقيقين السابقين، في مونتغمري، بولاية ألاباما، في العام 1899. والتحق بمدارس كانت تمارس الفصل العنصري، حيث كان التعليم بالنسبة للطلبة السود ينتهي بعد الصف الثامن.

لكن والدي جوليان كانا معلمين وبنيا مكتبة لأطفالهما الستة، والتحق جوليان في وقت لاحق بجامعة ديباو في ولاية إنديانا.

عمل جوليان، أثناء وجوده في الجامعة في خدمة موائد مطعم الطلبة، وتشغيل فرن منزل جماعة الأخوة مقابل الحصول على غرفة في الحرم الجامعي. تخرج بمرتبة طالب متفوق في العام 1920.

وعلى الرغم من أن بعض الشركات الخاصة رفضت توظيفه، إلا أن شركة غليدن (Glidden Company) منحته وظيفة. كان جوليان عند حُسن ظن شركة غليدن واستحق الثقة التي أولته إياها، بل وكان عطاؤه أكثر مما كان متوقعا؛ إذ ساعدت أبحاثه في فول الصويا الشركة على تطوير دهانات اللاتكس الشهيرة.

في العام 1935، ختم جوليان سمعته العلمية بإنجاز بارز في الكيمياء التخليقية. وعلى الرغم من أن الباحثين كانوا يعرفون أن مركّب فايزوستيغمين، وهو المادة الفعالة الموجودة في حبوب كالابار، يساعد مرضى الغلوكوما، إلا أنهم كانوا يكافحون للحصول على كميات كافية لدعم العلاج.

وبينما لم يكن مركّب فايزوستيغمين متاحًا إلا من مصدره الطبيعي، قام جوليان بتجميع المادة من خلال عملية تتكون من 11 خطوة بدأت بدواء موجود بالفعل وأتاحت إنتاج كميات كافية من فايزوستيغمين لعلاج الغلوكوما.

في العام 1999، اعتبرت الجمعية الكيميائية الأمريكية إنجاز جوليان معلمًا تاريخيًا وطنيًا في مجال الكيمياء، ووصفته بأنه “أول إنجازات جوليان التي حققها في حياته في التخليق الكيميائي للمنتجات الطبيعية ذات الأهمية التجارية.”

وفي عام 1990 تم إدراج جوليان في قاعة مشاهير المخترعين الوطنية.

توفي جوليان جرّاء إصابته بسرطان الكبد في التاسع عشر من أبريل عام 1975 في مستشفى سانت تريز في وكغن. ثم دفن في ولاية إلينوي، بمقبرة ألم لاون في إلمهورست في إلينوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى