علوم وتكنولوجيا

أدوية السكر تقلل من مخاطر أمراض الكلى والقلب

بناءً على تحليلات التجارب السريرية تعتقد مجموعة من الخبراء البارزين فى مرض السكر وفشل القلب وأمراض الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية أن تناول الأدوية يجب أخذها فى الاعتبار للأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن ومرض السكر من النوع 2، وذلك للحماية من أمراض القلب والكلى وأمراضهم حتى لا يحدث لهم مضاعفات خطيرة من جراء تناول هذه الأدوية.

جاء ذلك التصريح وفقًا لبيان علمى جديد صادر عن جمعية القلب الأمريكية، وذلك لحماية القلب من العوامل المضادة لمرض السكر وأمراض الكلى المزمنة، وقد تم نُشر هذا التقرير فى المجلة الرئيسية لجمعية القلب الأمريكية.

وجد الأطباء أنه يمكن لمجموعتين جديدتين من الأدوية الموصوفة أساسًا لعلاج مرض السكر من النوع 2 وهم (مثبطات SGLT2 ومنبهات مستقبلات GLP-1) أن تقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بمرض الكلى المزمن (CKD) وأمراض القلب.

يستعرض البيان أدلة من تجارب متعددة وكبيرة ودولية وعشوائية ذات شواهد لفئتين من أدوية التحكم فى نسبة السكر فى الدم، هما مثبطات الناقل المشترك لجلوكوز الصوديوم 2 (SGLT2) والجلوكاجون مثل ناهضات مستقبلات الببتيد 1 (GLP-1 RAs) فى مرضى السكر من النوع 2 وأمراض الكلى المزمنة وأولئك الذين كانوا إما معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو لديهم بالفعل هذا المرض.

وجدت النتائج المركبة للتجارب أن مثبطات SGLT2 و GLP-1 RAs يمكن أن تقلل بشكل آمن وكبير من مخاطر الأحداث القلبية الوعائية والوفاة ، وتقليل الاستشفاء وإبطاء تقدم مرض الكلى المزمن إلى المرحلة النهائية بما فى ذلك مخاطر غسيل الكلى أو الزرع أو الموت.

نتيجة العلاج التعاونى بين أطباء الرعاية الأولية والمتخصصين فى مرض السكر وأمراض القلب وأمراض الكلى، وجدوا أن العلاج بهاتين الفئتين من الأدوية يمكن أن يضيف المزيد من السنوات الخالية من أمراض القلب والكلى، ويطيل بشكل كبير بقاء الأشخاص المصابين بالنوع 2 من مرض السكر.

قال رئيس لجنة كتابة البيان “جانانى رانجاسوامى” الحاصل على دكتوراه فى الطب والرئيس المشارك للبحوث فى قسم الطب في مركز أينشتاين الطبى وأستاذ مشارك فى كلية سيدنى كيميل بجامعة توماس جيفرسون، أن مرض الكلى المزمن (CKD) هو أحد المضاعفات الشائعة طويلة المدى لمرض السكر من النوع 2 ويمثل مشكلة صحية عامة رئيسية فى الولايات المتحدة، والسببان الرئيسيان لأمراض الكلى المزمنة هما مرض السكر من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم.

حدد الأطباء أيضاً مجموعتين فرعيتين إضافيتين من المرضى الذين قد يستفيدون من مثبطات SGLT2 و GLP-1 RAs هم الأشخاص المصابون بفشل القلب مع انخفاض الكسر مع أو بدون الإصابة بمرض السكر من النوع 2، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة وهم لا يعانون من مرض السكر من النوع 2.

وقد جاءت الإحصائيات أن هناك 26 مليون شخص فى الولايات المتحدة تم تشخيص إصابتهم بمرض السكر و 9.45 مليون شخص آخر لم يتم تشخيصهم فى الولايات المتحدة أيضاً، إلى جانب أنه يعانى حوالى 108 ملايين شخص من البالغين من ارتفاع ضغط الدم.

كما يقدر أن 37 مليون بالغ أمريكى يعانون من أمراض الكلى، ووجد أن معظم مرضى الكلى فى مراحله الأخيرة يعانون من مرض السكر من النوع 2.

كما يتعرض أيضاً الأشخاص المصابون بداء السكر من النوع 2 لخطر متزايد للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) بما فى ذلك النوبات القلبية وفشل القلب والسكتة الدماغية.

على الرغم من وجود معايير ثابتة للرعاية، إلا أن هناك عبئًا كبيرًا غير متناسب من أمراض الكلى والقلب والأوعية الدموية فى هذه الفئة من السكان، مما يؤدى إلى مستويات مقلقة من الوفيات والمرض وتكاليف الرعاية الصحية التى يمكن تجنبها.

أظهرت الأبحاث التى أجريت على الأدوية فى هذه الفئة أنها يمكن أن تقلل أيضًا من خطر الإصابة بفشل القلب، وتبطئ من تطور مرض الكلى المزمن وتقليل خطر الموت القلبى الوعائى. حيث يعمل مركب GLP-1 RAs على خفض مستويات السكر فى الدم بعد الوجبة.

كما ثبت أن الأدوية فى هذه المجموعة تقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

تظهر الدراسات الحديثة أن هذه الأدوية الجديدة لا توصف على نطاق واسع، خاصة بين المرضى الذين يعانون من مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى المزمنة.

يوفر البيان العلمى إرشادات مفصلة وعملية لأخصائين الرعاية الصحية بالمساشفيات للتعرف على المرضى الذين قد يستفيدون من العلاج بمثبطات SGLT2 وأدوية GLP-1 RA، حيث يمكن أن يساعد التقييم المبكر والمستمر لمخاطر أمراض الكلى والقلب فى تحديد المرضى الذين قد يستفيدون من الآثار الوقائية لهذه الأدوية، ويتم اختيار الأدوية المناسبة لتلبية احتياجات كل مريض على حدة.

والارشادات التى وفرها وحث عليها البيان هى:

مراقبة وضبط ارتفاع ضغط الدم.

تحديد مخاطر ومسببات انخفاض نسبة السكر فى الدم وتثقيف المرضى حول العلامات لذلك حتى يتمكنوا من طلب العلاج بسرعة.

ضبط جميع الأدوية التى بتناولها المريض جنبًا إلى جنب مع هذه الأدوية مع الابتعاد عن الإفراط الدوائى الزائد.

يجب إرشاد المرضى حول مخاطر وأعراض الحمض الكيتونى السكرى، فعندما يكون سكر الدم مرتفعًا جدًا وتتراكم فيه مواد حمضية تسمى الكيتونات فى الجسم، تكون النتيجة خطيرة ويمكن أن تكون قاتلة.

يجب على فريق أخصائى الرعاية الصحية بالمستشفيات فحص المرضى بانتظام وتقديم المشورة لهم بشأن العناية المنتظمة بالقدم لمنع تقرحات القدم أو البثور التى يمكن أن تلتهب بسرعة وتؤدى إلى البتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى