العرب والعالمموضوع مميز

مظاهرات سلمية وعصيان مدني …هل يرضخ النظام الجزائري ؟

المظاهرات الأجمل في العالم….هكذا وصفت الصحف العالمية مسيرات الاحتجاج السلمية التي شهدتها 48 ولاية جزائرية عشية الجمعة الفارط، وللمرة الثالثة تواليا، يواصل الشعب الجزائري ممارسة الديمقراطية والتعبير عن موقفه ورأيه من نظام الحكم في البلاد.

بعد 21 يوما من الأحداث المتسارعة في الساحة السياسية الجزائرية، بين ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، وبين انسحاب أبرز المترشحين، وظهور المثير للجدل رشيد نكاز وقصته الغريبة للتغلب على شروط المجلس الدستوري، هذه التطورات أصبح في واجهات الإعلام العربي والأجنبي لأيام طويلة.

تسلسل الأحداث جاء بعد الضغط الشعبي من جهة، والإعلامي الحر في مواقع التواصل الاجتماعي من جهة أخرى، حيث ساهمت الجرائد الإلكترونية والنشاط على الفيسبوك وتويتر في نقل المستجدات والمعلومات بعيدا عن المغالطات، ولم تخرج المسيرات عن إطارها السلمي، واضطر النظام الجزائري لفتح باب المفاوضات والرضوخ أخيرا لصوت الشعب الذي بلغ صداه أكبر المنابر الإعلامية على مستوى العالم.

هذا و جاء قرار وزارة التعليم العالي الجزائرية، بغلق كل الجامعات وإحالة الطلبة على عطلة مفتوحة لأكثر من شهر، ليؤكد أن هناك شيء كبير وحاسم في الأفق، وسيكون تغيير جذري في جميع المناصب والحكومات، خاصة وأن الرئيس بوتفليقة لم يظهر على الإطلاق منذ فترة طويلة، ولم يقم بأي تصريح علني أو خطاب تجاه الشعب، ما جعل الجميع يتأكد أنه غير قادر على تأدية مهامه.

ومع حلول 09 مارس 2019، تضاربت الأخبار حول امكانية تنظيم الانتخابات في وقتها، أو تأجيلها لوقت لاحق، ليأتي الرد من وزارة الداخلية الجزائرية، والتي أكدت أن الانتخابات ستكون رسميا في موعدها يوم 18 أبريل القادم، وبهذا فإن الفيصل الوحيد سيكون صناديق الاقتراح في يوم الانتخابات الرئاسية.

ويتوقع أن يكون ابتداء من الغد، 10 مارس بداية 5 أيام من العصيان المدني في كل الولايات الجزائرية، احتجاجا على استمرار النظام في قراره بتنظيم الانتخابات، حيث لن يكون هناك أي محلات أو نشاط تجاري او احتماعي لمدة 5 أيام كاملة من أجل إيصال الكلمة بقوة أكبر.

في الختام، يمكن القول أن الجزائر تتجنب سيناريو جديد للربيع العربي، بسبب وعي الشعب والحفاظ على المسيرات سلمية بعيدا عن كل أنواع التخريب والعنف، ومع انضمام النخبة من أطباء ومحامين ومدرسين، أصبحت المظاهرات في مستوى عالي، لم يستطع النظام الجزائر تجاهلها على الإطلاق، وتجسدت مقولة (الشعب هو البطل الوحيد).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى