تحقيقات وتقاريرمجلس الأمة

تقرير: دور انعقاد مثير ومصير مجلس الأمة بين الحقيقة والشائعات

خاص ـ برواز

شهدت بداية دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الـ15 لمجلس الأمة الكويتي العديد من الأحداث المثيرة، على الرغم من أنه لا يزال في بدايته، حيث افتتح أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد دور الانعقاد الحالي في يوم 29 أكتوبر الماضي، حتى وصل الحال إلى شيوع مطالب من البعض ـ من ضمنهم نواب بالمجلس الحالي ـ بحل المجلس، فضلًا عن انتشار شائعات تفيد بقرب حله بالفعل، وذلك بعد استقالة الحكومة برئاسة الشيخ جابر المبارك.

بدأ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد دور الانعقاد الحالي بمطالبة الحكومة ومجلس الأمة بتحقيق التعاون فيما بينهم ليخدم مصلحة الكويت العليا، قائلًا، في خطابه السامي: “البلاد تستوجب التعاون البناء والجاد في سبيل مصلحة الكويت العليا والذي لا يعني أبدًا التنازل عن اختصاصكم الدستوري بل حسن استخدامها وعدم التعسف والغلو فيها”.

بداية القصيدة 3 استجوابات

بدأ دور الانعقاد الحالي للمجلس أعماله بوضع 3 استجوابات على جدول أعمال أولى جلساته بعد الجلسة الافتتاحية، حيث تم توجيه الاستجواب الأول من النائب محمد هايف المطيري إلى وزير المالية الدكتور نايف الحجرف، أما الاستجواب الثاني فكان موجهًا من النائب عمر الطبطبائي لوزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان الدكتور جنان بوشهري، والاستجواب الثالث من النائب رياض العدساني لوزير الداخلية الشيخ خالد الجراح.

لكن المجلس قرر رفع استجواب وزير المالية من جدول أعمال الجلسة نظرًا لتقدمه باستقالته بداية شهر نوفمبر، بعد ترشيحه من قبل الكويت ليكون أمينًا عامًا لمجلس دول التعاون الخليجي، أما الاستجواب الخاص بوزيرة الأشغال فقد تقدمت الدكتور جنان بوشهري باستقالتها أثناء ردها على الاستجواب داخل المجلس، في حين أن استجواب وزير الداخلية انتهى بتقديم 10 نواب بطلب طرح الثقة فيه.

الحكومة تستقيل

وأعلن رئيس مركز التواصل الحكومي والناطق الرسمي للحكومة طارق المزرم، الخميس، استقالة الحكومة برئاسة الشيخ جابر المبارك؛ ليتسنى إعادة ترتيب العمل الوزاري، بعدها انتشرت شائعات عن وجود خلافات بين وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد وبين باقي أعضاء مجلس الوزراء، وهو ما نفاه وزير الدفاع.

وأكد وزير الدفاع أن ما تم ذكره من أسباب لتقديم الحكومة لاستقالتها وهي الرغبة في إعادة ترتيب الفريق الحكومي لم يصب عين الحقيقة، بل أن السبب الرئيسي لدوافع تقديم الاستقالة هو تجنب الحكومة من عدم الالتزام بقسمها من خلال تقديمها للإجابات حول ما تم توجيهه من استفسارات واستيضاحات لرئيس مجلس الوزراء حول التجاوزات التي تمت في صندوق الجيش والحسابات المرتبطة به.

النائب الأول: ما يثار حول وجود خلافات شخصية مع أعضاء الحكومة لا أساس له من الصحة

رد فعل النواب على استقالة الحكومة

بعد ذلك أصدر مجموعة من أعضاء مجلس الأمة بيانًا صحفيًا تعقيبًا على الاستقالة التي تقدم بها مجلس الوزراء الكويتي برئاسة الشيخ جابر المبارك، قالوا فيه: “إنه لا عزة لبلاد إلا برجالها المخلصين، ولا مكانة لبرلمان سوى بالدفاع عن الحريات ومحاربة الفساد وإرساء العدل”، مطالبين بحدوث تغيير كامل في النهج والسياسات العامة.

وأوضح النواب أنه من الواجب أن يكون ذلك النهج نهجًا جديدًا مبنيًا على تقوية الجبهة الداخلية بالمصالحة الوطنية من خلال إقرار قانون العفو الشامل، مؤكدين على أن قضية دخول المجلس تشكل محطة مفصلية في تاريخ الحياة السياسية طالت سياسيون وناشطين من “أكثر الرجال إخلاصًا وتفانيًا ومحبة للكويت وأميرها”.

المطالبة بحل مجلس الأمة

لم يتوقف الحال إلى هذا الحد، تزايدت المطالب المؤيدة لحل مجلس الأمة، هذه المطالب لم تخرج من مواطنين وسياسيين فحسب، بل رددها بعض من أعضاء المجلس، مثل النائبين محمد هايف المطيري، الذي وصف الأمر بأن “حل مجلس الأمة بات مستحقًا لإيجاد مجلس قادر على التحقيق وكشف مايتم تداوله من إيداعات جديدة قد تكون مليارية فهي أكبر من قدرة هذا المجلس وتركيبة أعضائه”.

كذلك طالب النائب محمد المطير بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وحل المجلس الحالي، وانتخاب مجلس جديد بأعضاء “ثقة”، قائلًا: “هذه المسؤولية ملقاة على عاتق الشعب؛ لأن المجلس الحالي رئيسه وبعض أعضائه صرحوا وبشكل رسمي أن اتهامات الفساد مبالغ فيها.. فكيف ستوكل المهمة لهم بالتحقيق؟”.

شائعات من كل حدب وصوب

تطور الأمر بشكل سريع إلى الحد الذي سمح بانتشار أكثر من شائعة حول حل مجلس الأمة، وصل الأمر إلى انتشار صورة مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل خبر صدور مرسوم أميري لحل المجلس مذاع في تلفيزيون الكويت، بعدها انتشر نبأ قيام مرزوق الغانم بإزالة منصب رئيس مجلس الأمة من حسابه الرسمي على تويتر، والذي أوضح فيما بعد أن الأمر يرجع إلى اشتراطات تويتر لتوثيق الحسابات، وأنه حذف اللقب منذ عام 2014.

لماذا أزال مرزوق الغانم لقب رئيس مجلس الامة من بروفايله في تويتر ؟

ليس هذا فحسب، بل انتشرت شائعات تؤكد أن رئيس مجلس الأمة في طريقه للسفر لقضاء إجازة في الخارج وهو ما نفاه أيضًا الغانم، ليدلل على أن الشائعات لا تطرق أي مناسبة لزعزعة استقرار البلاد.

ويظل الملف مفتوحًا، ويظهر كل يوم جديد في دور انعقاد بدأ بشكل ساخن ومثير، لكن هل ستبقى الأحداث بنفس قوة ما وقع خلال أسبوعين تقريبًا؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، لكن السؤال الأهم هل ستتوقف الشائعات عند هذا الحد؟ أم أنه قد تحاول ابتلاع الحقيقة بين أحشائها؟

وفي النهاية يجب أن نسلط الضوء على جزء من كلمة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في افتتاح دور الانعقاد الحالي للمجلس: “علينا أن نأخذ العبرة مما يجري حولنا ولا خيار أمامنا إلا ترسيخ وحدتنا الوطنية وتلاحم مجتمعنا ونبذ أسباب الفتن والفرقة وإثارة النعرات العصبية البغيضة، ومن أخطرها إنحراف وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت معاول تهدم وتمزق الوحدة الوطنية وتسيء إلى سمعة الناس وكراماتهم وأعراضهم، وقد دعوتكم غير مرة إلى تحرك جاد وعاجل للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وحماية مجتمعنا من آفاتها الفتاكة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى