غير مصنفمحلياتموضوع مميز

بدور المطيري : الحسابات الوهمية و ثقافة الغاب الإلكترونية

 

 

الحسابات الوهمية و ثقافة الغاب الالكترونية

 

كتبت – بدور المطيري

 

منذ انتقال سلطة الكلمة من المؤسسات الاعلامية الضخمة الى الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،وتحديات كثيرة اصبحت تواجهها المجتمعات منها ( تظليل الرأي العام ) أو بمصلطح أكثر انتشارا في السنوات الأخيرة وهو الأخبار الكاذبة والتي أصبحت تشكل  ساحة معارك الكترونية لتشكيل وصناعة الرأي العام وفي أحيان كثيرة لتصفيات الخصوم و بالأخص السياسية الأمر الذي يصنع فوضى مجتمعية تهدد استقرار وأمن المجتمع.

 

الاخبار الكاذبة تنتشر عبر حسابات وهمية تتواجد عبر منصات التواصل الاجتماعي (فيس بوك- تويتر – انستغرام- يوتيوب).

في السنوات الاخيرة كرست  كافة شركات وسائل التواصل الاجتماعي جهودها لمحاربة هذه الاخبار الزائفة وقامت بازالة العديد من الحسابات الوهمية ولكنها أمام معركة شرسة بين وجودها وبين هذه الحسابات واستعانت في برامج (cross check) للتحقق وفلترة الأخبار والإشارة اليها بكونها محتوى كاذب.

في الكويت لن نتحدث في هذا المقال عن قوانين الاعلام الالكتروني وكيف يمكن اجراء التعديلات عليه لمواكبه هذه التطورات ولكن سنتطرق بشكل مكثف الى الحسابات الوهمية وتأثيرها .

 

في الكويت تنقسم الحسابات الوهمية الى قسمين :

الأول هو للتجريح والإساءة للشخصيات العامة : ويتم ذلك عبر استخدام مفردات مسيئة وبذيئة القصد منها التشهير والإهانة والقذف للشخصيات العامة وتمتد هذه الاساءات الى أهل هذه الشخصيات من نساء ورجال وأبناء  في مساس واضح للأعراض لذا يتخفى وراء حساب وهمي للتنصل القانوني من هذه  الاهانات .الجيد في هذا الموضوع ان سياسة مواقع التواصل الاجتماعي تمنع مثل هذه التغريدات او المنشورات عبر سياسة (haters) او الكارهون .ويمكن التبليغ عن هذه الحسابات فورا لمنعها من الانتشار واغلاقها .

 

الثاني للكشف عن حالات فساد :

وهذه تندرج تحت مسمى حرية الصحافة اذا تم اقترانها باثباتات ومستندات و يصعب ان تقوم اي وسيلة تواصل اجتماعي بمنعها ، حيث ان منظمات حرية الصحافة العالمية وحرية الرأي ستقوم بحملات مناهضة لها تماما .

وهنا لن تستطيع  الجهات الرسمية منع مثل هذه الاخبار عبر الانتشار الفيروسي لها وصناعة بلبلة ورأي عام موجه ضدها ،لذا عليها التحقق من حالات الفساد المنشورة وايضاحها للرأي العام وافضل حل للاشاعات هو وأدها منذ البداية وليس تجاهلها .

 

 

الاخبار الكاذبة والحسابات الوهمية وتضليل الرأي العام مسؤولية مجتمع كامل وهم :

الجهات الرسمية – المؤسسات الاخبارية – المواطن

 

ولكل عنصر في هذه المنظمة يتحمل واجبات وحقوق في هذه العملية  فتحديات مواجهه هذه الحرب التي يمكن ادارتها محليا او خارجيا لزعزعة المجتمع قبل ان تستفحل ثقافة قانون الغاب الالكتروني وهي أن صاحب (البوتس) او الحسابات الوهمية الأكثر بجيشه الوهمي يدخل بساحة معارك الكترونية كاذبة وتحمل التجريح و الاهانات تكون آثارها السلبية على أرض الواقع وعلى البشر أنفسهم .

 

 

الجهات الرسمية :

يتعين على الجهات الرسمية ايجاد وحدة او ادارة او حتى مركز متخصص لمكافحة الاشاعات وتوضيح الحقائق للرأي العام وتفنيد هذه الاشاعات .

أوجدت عد دول هذه الادارة وفي تايوان تم إنشاء منصة الكترونية  لاستقبال استفسارات المواطنين واشراكهم في عملية التحقق الاخباري عبر المبادرة الحكومية (vTaiwan) التي تجمع كافة الدوائر الحكومية والمواطنين .

 

المؤسسات الاخبارية :

يتعين عليها القيام بالتدقيق الاخباري المكثف قبل نشر أي خبر واستخدام أدوات رقمية حديثه تستند على الذكاء الاصطناعي في فلترة الاخبار او الاستعانه في فريق محترف متخصص في التدقيق وفلترة الأخبار .

 

المواطن :

رفع الوعي وروح المسؤولية حول الحرية المسؤولة مطلب ضروري في مواجهة ثقافة الغاب الالكترونية ، اليوم هو دور أحد الشخصيات العامة غدا ربما يكون دورك انت ؟، عملية ايقاف وتفنيد الاخبار الكاذبة بإيقافها لديك هو مسؤولية اخلاقية اجتماعية ،الانتقاد مسموح ويكفله القانون والتجريح والاخبار الكاذبة تصنع فوضى خلاقة في المجتمع وتهدد استقراره ،الاخبار الكاذبة حرب لا أحد يعلم من أي مكان تنطلق وماهي مصدرها ولصالح من،الوطن يحتاج الى مواطن واعي في مواجهه هذه ثقافة الغاب.

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى