العرب والعالمتحقيقات وتقارير

تقرير برواز: بياني القمة العربية والخليجية بمكة.. هل يصعب التوحد حتى في بيانات القمم؟

خاص ـ براوز

ربما كانت البلدان العربية تختلف في أمور عديدة في سياساتها التي تتبعها النظم الحاكمة في كل دولة، لكن كانت تلك البلدان تتجمع في الموافقة على البيانات الختامية التي تصدر عن القمة العربية أو الخليجية، لكن مع توتر الأمور في المنطقة الإقليمية، وتصاعد حدة الأزمة الخليجية كلما ظهرت بوادر الإنفراجة بها أصبح من الصعب أيضًا التوحد في إصدار بيانات متعلقة بالمواقف في القضايا الإقليمية.

البداية جاءت من خلال تصريح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حديث تلفيزيوني لقناة «التلفيزيون العربي»، قال فيه أن بلاده تتحفظ على بياني القمة العربية والخليجية بمكة المكرمة، واصفًا البيانين بأنهما «تجاهلا القضايا المهمة في المنطقة كقضية فلسطين والحرب في ليبيا واليمن».

وقال وزير الخارجية القطري: أن بياني القمتين الخليجية والعربية كانا جاهزين مسبقًا، ولم يتم التشاور فيهما، وكنا نتمنى أن تضع أسس الحوار لخفض التوتر مع إيران.

آل ثاني أوضح في حديث آخر مع قناة «الجزيرة» أن بيان القمة العربية كان سيغفل القضية الفلسطينية لولا طلب الوفد الفلسطيني، مشددًا على أن بلاده لا توافق على ما يناقض ثوابت القضية الفلسطينية وأنها لن تقبل بتجاوز الفلسطينيين.

وأوضح آل ثاني موقف بلاده من التعامل مع إيران، فقال: «البيانين دانا إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها، تبنيا سياسة واشنطن تجاه إيران وليس سياسة تضع جيرتنا معها بالاعتبار»، متسائلًا: بيان القمة الخليجية تحدث عن خليج موحد لكن أين هو في ظل استمرار حصار قطر؟

ردود الأفعال على تحفظات قطر

وجاءت ردود الأفعال العربية سريعة على التحفظ القطري، إذ قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: “أن بيان القمة الخليجية أكد على المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك المبرمة بين دول المجلس، وأن تحفظ الدوحة منها يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون في أولويات سياسة دولة قطر”.

وأضاف وزير الخارجية البحريني أن تحفظات الدوحة تؤكد أن ارتباطها بأشقائها أصبح ضعيفًا جدًا في الوقت الذي أصبحت فيه «مديونة» وتستنجد بالوسطاء لإنقاذها من أزمتها، مشيرًا عدم تجاوب قطر مع المطالب «العادلة» لدول المنطقة أدى إلى استمرار أزمتها، وأنه لا مصلحة لبلدان المنطقة في إطالة هذه الأزمة.

ووصف آل خليفة الدوحة بأنها ليست راغبة في الحل بعد أن وضعت نفسها في الخط المخالف لأشقائها، وهو أمر لا يصب مطلقًا في مصلحة الشعب القطري الشقيق ـ على حد قوله، مشيرًا إلى أن المشاركة القطرية في قمم مكة الثلاث جاءت ضعيفة وغير فاعلة ولا تتناسب بأي حال من الأحوال مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف الذي انعقدت فيه.

وجاء رد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، على التحفظات القطرية في تغريدتين له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فقال: «إن الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات والاجتماعات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات ووفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات».

وأضاف الجبير أن قطر تتحفظ اليوم على بيانين يرفضان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، وبيان القمة العربية أكد مركزية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مختتمًا تغريدته بأن «الجميع يعلم بأن تحريف قطر للحقائق ليس مستغربًا».

وكان رد الإمارات على التحفظات القطرية عن طريق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وذلك في تغريدة نشرها على موقع «تويتر»، قال فيها: “يبدو لي أن الحضور والاتفاق في الاجتماعات ومن ثم التراجع عن ما تم الاتفاق عليه يعود إما إلى الضغوط على الضعاف فاقدي السيادة أو النوايا غير الصافية أو غياب المصداقية، وقد تكون العوامل هذه مجتمعة”.

تظل الخلافات الناتجة عن الأزمة الخليجية تظل بظلالها على المواقف التي تجمع الدول العربية، حتى وصل الأمر إلى حد وجود خلافات في البيانات الختامية للقمم المنعقدة بشأن قضايا إقليمية، لكن هل سيستمر الأمر على هذا النحو طويلًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى